الأحد، 21 فبراير 2010

آن لنا أن نستفيد من كلّ وسائل الإعلام لنصرة قضايانا - بقلم د . جمال فيّاض


بقلم : جمال فيّاض
---------------------

آن لنا أن نستفيد من كل وسائل الإعلام لنصرة قضايانا
-------------------------------------------------------

نعم ، نحن اليوم نستفيد بالحدّ الممكن من نصرة قضايانا . وقد آن للعرب أن يعرفوا كيف يسخّرون قواهم الإعلاميه لنصرة أي قضية عربيه ، سواء كانت قضية فلسطين أو قضية الدفاع عن سمعة الإسلام أو العروبة التي يحاول الغرب - بدفع صهيوني - منذ عقود أن يصوّرها أنها رديف للإرهاب والتخلّف والقسوة . وما زال مشهد الرجل العربي في فيلم " بن هور " الذي تناول حقبة ظهور السيد المسيح ،يلوح في الذاكرة وهو بشكله القبيح ينتهز الفرصه للأستغلال والأذيّة بلا رحمة . ( ألفيلم أنتجته أميركا برعاية اللوبي الصهيوني عام 1958 وحاز كلّ جوائز الأوسكار في حينه ) . واليوم وبعد عشرات السنين ، ما زالت السينما العالميه تحاول أن تظهر العربي والمسلم أنه مجرد إرهابي متخلف وقاتل بلا رحمه . نحن بدأنا منذ فترة نستورد المسلسلات الأميركيه اللاتينيه ، ومن ثم التركيه وندبلجها للعربيه ، ومؤخرا شاهدت أعمالا هنديه تمت دبلجتها للعربيه . يعني أننا فتحنا أبواب الأستيراد للأعمال الدراميه التلفزيونيه على أوسع مصارعها . فماذا علينا أن نفعل الآن ؟ نكتفي بالتلقّي أم نصبح مرسلين أيضا ؟ من واجب المنتج والموزّع الذي يستورد هذه الأعمال أن يفرض على هذه الدول أن تبادلنا هذا التعاون وهذا الأنفتاح . أن نفتح للمسلسل العربي بابا للمشاهد التركي والهندي والأميركي اللاتيني . فنوصل بعض الأعمال لتتم دبلجتها للغات العالم . وقد حصل مثلا أن أخذت الصين بعض الأعمال التلفزيونيه المصريه ودبلجتها للغتها . ونالت هذه الأعمال مساحة معقوله لدى جمهور التلفزيوني الصيني . وهو جمهور المليار مشاهد . اليوم ، نحن على علاقة جيده مع تركيا ، وأصبحنا نتبادل معهم الدراما بعدما تبادلنا لفترات الأغاني والموسيقى . فلا يجوز مثلا أن يشرّفنا العزيز كيفانغ تاتليتوغ ( مهنّد ) فيغرف منّا مالا وإعلانات تجاريه وحضورا مدفوع الثمن . ويعود الى بلاده لينكر أنه يعرفنا . ويخاف أن تسري إشاعة " تتهمه بالإسلام " ، وكأنها تهمة مخيفه . يجب أن نفرض على كل من لا يريد أن يقف معنا المقاطعه ، وليذهب هو ونجوميته إلى الجحيم . ويجب أن نفرض على المحطات الأجنبيه أن تعرض أعمالنا العربيه مدبلجة إلى لغاتها . وتصبح واحده بواحده . وما الأزمة التي أثارها العدو الإسرائيلي بسبب مسلسل تركي مع الحكومة التركيه إلا مجرّد تذكير الى دور الإعلام الدرامي في صناعة السمعه لشعب وأمّة ودولة ودين . لقد أنتفض الإسرائيليون عندما ظهرت صورة الإسرائيلي في مسلسل تركي على غير ما يشتهون ، فماذا فعلنا نحن طوال عقود مع السينما الأميركيه ، وهي تصورنا مجرد قتلة وتجار مخدرات وأغبياء نملك المال ولا نهتم بغير النساء والمتعه بخسارة المال على موائد الغرب الخضراء ؟ هل شاهدتم فيلم ( 2012 ) مؤخرا ؟ كيف رأيتم العربي فيه من بين جميع خلق الله ودونا عنهم ؟ هل هذا يجوز ؟ ألا يستحق مسلسل " عائد إلى حيفا" أو مسلسل " الإجتياح " أن تعرضهما قنوات أميركا اللاتينيه مدبلجا بالأسبانيه وفيها جاليات عربيه بالملايين ؟ على الأقلّ إن رفضوه ، فلندبلجها أعمالنا التاريخيه التي تستحق الى لغات العالم ليفهمونا ويعرفونا ... ونعرضها على قنواتنا ... ألم تفتح " أم . بي . سي " قناة ترجمت أفلامها للّغة الفارسيه ؟ فلتكن قنوات بالأسبانيه والفرنسيه والتركيه والعبريه حتى ... وتعرض أعمالنا العربيه بلغاتهم ... لم لا ؟
على كلّ حال ، نحن أيام كنّا ننعم بملايين الملايين جلّ ما قدمناه محطات تبثّ أغانٍ وكليبات للمغنيات المتعرّيات ... الآن ونحن في عزّ أزماتنا الأقتصاديه سنفعل شيئا ؟ لا أظنّ ...
إفهمونا ... يا ناس ...

ليست هناك تعليقات: