يا صحـافة تونس ... ماذا تريدون بصابر الرباعي ؟
بقلم : د . جمال فيّاض - عن مجلة "زهرة الخليج"
يعيّرنا بعض الزملاء في بلاد المغرب العربي نحن "المشرقيين" أننا لا نهتم كثيرا بنجوم الدول العربية المغاربية. وغالبا نسمع كلاما من الزملاء في تونس أوالجزائر أوالمغرب أنهم يستضيفون نجوم لبنان ومصر في حين لا يستضيف لبنان ومصر في البرامج التلفزيونية والمهرجانات نجوما مغاربيين إلا في ما ندر. وفي مكان آخر يشير الزملاء هناك أن الصحافة العربية في المشرق لا تهتم كثيرا بالفن المغاربي ونجومه... ويستمر هذا الحوار بينهم وبيننا، فنشير الى أن صابر الرباعي ولطيفة وسميره سعيد ولطفي بوشناق وفلّة الجزائرية وليلى غفران وقبلهم الراحلة ذكرى والراحلة رجاء بلمليح لقوا ويلقون الكثير من الدعم الإعلامي المشارقي. ويجيب بعضهم لأنهم يغنّون بلهجتكم ... الشرح يطول والحوار لا ينتهي ونظلّ نتناقش بالموضوع الى ما لا نهاية. لكن أمرا آخر نلاحظه وهو أمر مستغرب جدا يقع ضحيته الفنان التونسي صابر الرباعي. ففي الوقت الذي نجمع نحن معشر أهل الصحافة على أن صابر الرباعي هو الفنان الذي يجب أن تفخر به تونس سواء من ناحية موهبته الفنية، أو من ناحية سلوكه الشخصي وأخلاقه وذوقه ولطفه وتهذيبه وشخصيته النبيلة التي جعلته صديقا للجميع ونجما بصوته وفنه وأخلاقه. وكلنا نجمع على أن صابر الرباعي يستحق بدون تردّد أن يكون خير ممثل لتونس بل لكل بلد عربي سواء بفنه أو بأخلاقه كما بمواقفه القومية والوطنية والعروبية. الأمر الغريب الذي لا يمكنني أن استوعبه هو لماذا بعض الزملاء الصحفيين في تونس يتصيّدون لصابر الأكاذيب - ولا أقول الأخطاء- لأذيته بشكل مباشر أو غير مباشر. صابر الرباعي الرقيق والعذب والأديب والغريب عن كلّ سيئات الوسط الفني، كل يوم يأتي زميل وفي أغلب الأحيان زميلات !! ليطلقوا عليه إشاعات تصل الى حدّ القتل وليس فقط الأذيّة. وآخر صيحة من صيحات "الجرائم" التي أراد إحدهم أو إحداهن إرتكابها بحق الفنان الشاب الذي لم يؤذِ أحدا، هي إتهامه بأنه صوّر أغنية من أغانيه في مركب بحري يرفع علما إسرائيليا. وهذا أمر ليس فقط أكذوبة سخيفة وفارغة، بل هي جريمة من النوع القاتل والمستفزّ. هل يعقل أصلا وجود مركب بحري في بيروت يرفع العلم الإسرائيلي؟ ولو إفترضنا وجود مثل هذا المركب هل يمكن أن يقبل صابر أن يصوّر مثل هذا المشهد بمثل هذا المركب؟ يقول المثل الشائع " حدِّث العاقل بما لا يليق لهْ فإن لاقَ له لا عقل لهْ". هل يمكن أن يصدق عاقل وفي رأسه ذرة من العقل والمنطق أن يصوّر صابر مثل هذا المشهد؟ وهل يمكن للمنتج علي المولى مدير أعماله ومنتج ألبوماته الغنائية ومدبّر أموره الفنّية وهو معروف عنه من هو ومن أي منطقة في لبنان وما هي مواقفه وإنتماءاته الوطنية، هل يعقل أن يقبل بمثل هذا الأمر؟ ثم من هو هذا الذي سيصدّق أن صابر يمكن أن ينتحر فنياً بمثل هذه الطريقة السخيفة؟ ومن هي الفضائية التي ستبثّ مثل هذا الكليب...؟ صابر الرباعي الذي سيشرّفنا هذا الصيف في لبنان بمشاركته علىأدراج قلعة بعلبك في أضخم مهرجان عربي، ويقف ويغنّي كما كبار النجوم العالميين، يأتي صحفي فيه ما يكفي من الشرّ ليزرع له مثل هذا المقلب الذي إن لم يصبه في مقتل بهدر دمه-لا سمح الله- فهو لا بد أن يثير زوبعة من الغبار حوله في بلد مثل لبنان معروفة حساسيته تجاه موضوع إسرائيل. عيب ومخجل أن يكون العالم العربي كله يرى في الفنان التونسي كل هذا الحضور المشرّف لبلده تونس، في حين أبناء بلده يزرعون دربه بالأشواك والأذيّة واليوم وصلنا الى زرعه بالألـغام... فليخجل مطلق هذه الإشاعة من نفسه وليحاسبه ضميره قبل أن يحاسبه الله على مثل هذه الفعلة اللئيمة.