السبت، 23 أكتوبر 2010

كتاب مفتوح من جديد لمعالي وزير الداخليه والبلديات من الزميل جمال فيّاض

صاحب المعالي ، وزير الداخليه والبلديات الأستاذ زياد بارود

تحية طيبه من جديد ...

كتابي المفتوح الأول لم يجد عندكم أي إهتمام ... لا بأس ، لكني سأتابع ...

يا معالي الوزير ، شكرا لأنك أعلمتنا أنك عارف بتقصير مفارز السير ، وهذه بداية جيّده . لكنها لا تكفي . وأنا المواطن اللبناني أقترح عليك بعض الحلول ... علّ وعسى .

أولا : يتمّ عزل المقصرين الذين أكتشفتهم بنفسك كما صرّحت ، وهذا أضعف الإيمان .

ثانيا : يتمّ تعيين غيرهم ... وهذا أمر طبيعي ومنطقي .

ثالثا : تراقب بنفسك ومباشرة عمل الفريق الجديد في مفارز السير .وهذه أقلّ واجباتك كوزير مهمته الأساسيه " مصلحة المواطن " ...

رابعا : تسعى لمعاقبة أي ضابط مهما كانت رتبته إذا تبين أنه تدخّل لمنع تحرير مخالفة سير بحقّ أي شخص وما أكثر هذه الحركات من ضبّاطك المقصّرين .

خامسا : يجري حجز أي سياره يتبين للشرطي أنها غير مطابقه لشروط السلامه . وهي طبعا ستكون سيارة لم تخضع للمعاينه الميكانيكيه وما أكثرها على الطرقات ... لو أنك تراقب بنفسك لساعة واحده أي شارع ستكتشفها بنظرة واحده بالعشرات بل بالمئات .

سادسا : تعيد تشكيل لجان منح إجازات السوق .من الأشخاص المشهود لهم بالنزاهة ، والمرتشي يتعرض لعقوبة شديده ومباشرة من الوزير .

سابعا : يجري ترتيب متناسق وضمن خطّة مدروسه لإعادة فحص جميع اللبنانيين لتجديد رخص سوقهم التي حصلوا عليها كهديه – حسب تعبيرك – ومقابل مئة دولار فقط لا غير ... بحيث تصبح صلاحية رخصة سوق أي لبناني صالحه فقط لعمر الأربعين سنه أو لخمس سنوات من الآن ( أيهما أقلّ ) ، وبعد خمس سنوات يجب عليه أن يخضع من جديد لفحص مشدّد لتبيان إذا كان يستحق فعلا هذه الرخصه . كل اللبنانيين لا يعرفون شيئا عن قانون السير وحقّ وأفضلية المرور . نحن تعوّدنا أن الحق بالمرور للشاطر فقط ... وأغلبنا لا يعرف لماذا هذه الإشارات الحمراء عند تقاطع الطرقات ... تراها زينة للأعياد أم ماذا ؟

ثامنا : يجري إعتماد مسألة النقاط كما في كلّ دول العالم . بحيث يخسر السائق نقطة من خمس نقاط مقابل كلّ مخالفة سير ، ونقطتان مقابل كل حادث يكون هو المسؤول عنه . ويحرم من رخصة القيادة لسنوات عندما يفقد هذه النقاط ...

تاسعا : ترفع غرامات السير بسبب السرعة الزائده بحسب السرعة ... أي سرعة 110 كيلومترات على الطرقات السريعه تستحق غرامة سير ب 300 ألف ليره ، و150 تستحق غرامة بمليون ليره ... وعند التكرار تسحب الرخصه مع غرامة 5 ملايين ليره .

عاشرا : وهي النقطة الأهم ، أن يتمّ تنفيذ هذه القوانين بشكل حاسم ، حتى لو كلّفك هذا نقمة كلّ الزعماء والسلاطين في لبنان . ألم تقلّ أنك مستعد للإستقاله ؟

نفّذ شيئا يا معالي الوزير أكثر من التصاريح والإعتراف بالتقصير والبكاء على الحال . فالتصاريح ليست الحلول الوحيده .... نحن نموت كل يوم ... ومعاليك تستغيث معنا ؟ إذا ماذا نقول نحن ؟

يا معالي الوزير ، إفعل شيئا ... " فرجينا شطارتك " بأكثر من الكلام المنمّق .... والإعتراف بالتقصير ...

أنا المواطن اللبناني . عندي الكثير من الإقتراحات سأرسلها لمعاليك تباعا ...

وشكرا لعدم الإهتمام ...

جمال فيّاض

عندما القت ريجينا السلاح ... لم اكن معها ! = بقلم د . جمال فيّاض





لم اكن اعرف ان هذه الزيارة " البطولية " التي قمت بها مع بعض الزملاء في كلية الاعلام عام 1982 الى زملاء الفرع الثاني في المقلب الآخر من بيروت المقسومة في حينها الى " غربية " و " شرقية " ، ستتحول بعد ربع قرن الى سيرة بطولية تتحدث عنها الكاتبه اللبنانيه - الفرنكوفونية ريجينا صنيفر في كتابها بالفرنسية الصادر في باريس تحت عنوان " القيت السلاح " ... ولم اكن اعلم اصلا ، ان ريجينا المؤمنه بلبنان أمة واحدة مستقله تصنع تاريخها لوحدها ، قد تتفق يوما معي ، انا المؤمن بالقومية العربية وجمال عبد الناصر والامة العربية الواحده المتكامله ، ذات المصير المشترك والتاريخ الواحد ، والساعي بكل قوة لتكون السوق العربيه المشتركه اول الغيث الى التقدم العربي ...مع تحرير فلسطين بكامل اراضيها ...


والتقينا ، هي اللبنانية فقط ... وأنا اللبناني العربي ... بل العربي بكل معاني العروبة ..التقينا على مبدأ واحد في حينه ، ان نحترم الآخر ورأيه مهما تناقض مع آرائنا وافكارنا وتطلعاتنا ... ذهبت مع المفكر الكبير الراحل الدكتور حسن صعب ( عميد الكلية في حينه بفرعيها البعيدين جدا ) والتقيت بالزملاء والزميلات من طلاب الفرع الآخر !! تحدثنا تناقشنا واتفقنا ... فقط على ان نلتقي لاحقا ولو تباعدت وجهات النظر ...


ثم قمت بالعمل " البطولي " في حينها . دعوت ريجينا وبعض الزميلات – رفض الزملاء الدعوة – لزيارتنا في " الفرع الغربي" من الكلية . وحضرن بكل جرأة ...كل هذا كان في العام 1982 ، قبل اجتياح حزيران – يونيو- بأشهر قليلة .وتحملت تبعات هذه الدعوة ، من تهديد واتهام بالخيانة العظمى !


بعد هذا التاريخ التقيتها مرات قليلة جدا ... وباعدت الايام والحرب ... وربما السلم بيننا . هي ذهبت الى باريس ، وأنا ذهبت الى باريس ، ولم تجمعنا الصدفة هناك .


فجأة تصدر ريجينا كتابها الثاني ، " ألقيت السلاح – أمرأة في حرب لبنان " . ريجينا كانت تقاتل في لبنان ، وتحمل السلاح حقيقة وليس بالمعنى المجازي ... وها هي بعد ربع قرن تعترف لي ولكل الناس اني كنت على حق ! وأن السلاح لا يأتي بالخير ولا بالحرية ... والعنف وسيلة فاشله ...


حكت ريجينا الكثير من الحقيقة ، وروت لقارئها الفرنسي ، انها كانت على خطأ عندما آمنت بالسلاح والعنف وسيلة لتحقيق حرية لبنان ...


عندما دخلتُ عليها منذ أيام توقّع كتابها وسط جمهور كبير في مجمع ال " "ABC - الذي تعرض بعد يومين للتفجير الارهابي - ، نادت على كل الحاضرين من سياسيين وزملاء اساتذة : " هذا هو جمال .." !!


وقفت مذهولا ، لكن مبتسما .. هل تريد ان تسلمني للأمن ام ماذا ؟؟


جمال هذا ، هو بطل الفصل الثالث عشر من الكتاب ... هذا الذي كسر حاجز الحرب اللبنانيه عام 1982 في عز توترها وانقسام ناسها ، وعبر الى المنطقة المحرّمة على الآخرين .. وتحدث مع زملاء لم يرهم يوما ...


أنا الان سعيد لاني تأكدت اني كنت على حق .. وفخور اني لم احمل السلاح يوما لأي سبب ... لبناني !


فخور بهذه "البطولة" البريئة !!


فخور بصداقتي لريجينا التي غيّرتها الايام ... لتحب أكثر ... ولكن بشكل افضل ... كما يقول يوسف شاهين الرائع ...

الأحد، 17 أكتوبر 2010

كتاب مفتوح من جمال فياض الى وزير الداخليه زياد بارود

كتاب مفتوح من مواطن الى وزير

========================

معالي وزير الداخليه والبلديات زياد بارود

تحية طيبه وبعد ،

سأدخل في الموضوع بدون مقدمات . بصراحة يا معالي الوزير أني كما أغلب المواطنين اللبنانيين خاب أملي بكل ما أملته منك . فأنا واحد من الذين صفّقوا لك ، وتحمّسوا لك ولحماسك الكبير منذ توليت الوزاره الصعبه في لبنان . لكني يا معالي الوزير ، أسجّل لك عجزك التام والكبير أمام مشكلة تقتل اللبنانيين بغير ذنب . أنت عجزت ، للأسف وفشلت كافة أجهزة وزارتك فشلا لا جدال فيه أمام مشكلة السير . وقبل أن تسارع للتصوّر أني أتحدث عن زحمة السير التي طالما رددت أنها ليست مشكلتك في وزارة الداخليه بقدر ما هي مشكلة عدة وزارات مجتمعه . أؤكّد لك أني أتحدث عن حوادث السير القاتله ،وضبط الفوضى في السرعة الخياليه عند اللبنانيين ، وعجز كل الفريق الذي يتولى هذه المهمّه من أكبر ضابط الى أصغر شرطي عن تحقيق أي أمر يُذكر فيه . فأنت يا صاحب المعالي ، عندما وصلت الى الوزاره بدأنا نشعر بتواجد رجال الشرطه ، وصرنا نتعرض للغرامات بسبب السرعة الزائده . وأنا منهم ، ولم يزعجني هذا لأني تعلّمت أدب القياده من أوّل مخالفه . لكنك كما يبدو تهاونت مع نشوة الإعجاب اللبناني الكبير بك وبنشاطك وحماسك . لقد عادت الفوضى الى الطرقات أكثر مما كانت قبلك . نعم ، أنا المواطن اللبناني أشعر أن فوضى السير اليوم في لبنان – كل لبنان بدون أي نوع من الأستثناءات – يعيش حالة استهتار بقانون السير ، لا توازيها حالة في أكثر بلاد الأرض تخلّفا . والدليل أنه في عهد معاليك أصبحت أخبار القتلى من حوادث السرعة والصدم ، مثلها مثل أخبار الطقس ... يوم ماطر ، ويوم حار والرياح شماليه الى حنوبيه والضباب يعمّ الطرقات ...

ما هذا يا معالي الوزير ؟ ألا تقرأ الصحف ؟ الا تسمع الأخبار ؟ أم تراك بدأت تنشغل عنّا بأستعداداتك للترشح للأنتخابات القادمه ؟

أذكر في العام الماضي أني صفّقت لك طويلا وأنت تدخل صالة كازينو لبنان في سهرة " الموركس دور " .. وصفّق الحاضرون لك أكثر مما صفّقوا للنجوم الكبار ... ويومها تقدّمت منك كمواطن لبناني يحب الشرفاء – وما أندرهم في هذه البلد - ، وقلت لك حرفيا : " يا معالي الوزير ، أمام هذا الحبّ الذي تراه منّا ، يجب أن تفكّر بتأسيس تيّارك السياسي ... وستجدنا كلنا معك لأننا مللنا المنافقين في هذا البلد .. " . يومها أجبتني فورا : " لا ، لا ، لا ... أنا لا أفكّر بهذا أبدا ... أنا سأخدم الناس بقدر ما أستطيع فقط لا غير ... " ...

ماذا جرى يا ترى ؟

سمعنا أنك تريد أن تترشح للأنتخابات ، وهذا أسعدنا ... لكن فوضى السير وقتلى الطرقات ، يستحقون ولو ألتفاتة بسيطه منك ... أم تراك تستمع لكلام المحيطين بك من الذين يقولون لك على الطريقه العربيه : "الوضع تمام ، وكل الأمور تحت السيطره " ...

لا يا معالي الوزير ، يا من كنت في بداية توليك الوزاره تنزل بنفسك للشارع لتراقب حركة السير والتزام الناس ... الأمور كلها فوضى بفوضى ... ولا أحد يحترم شرطي السير ، ولا إشارات السير ،ولا القانون ولا الوزاره ... ولا حدود السرعة ... إذهب يا معالي الوزير وإعمل مشوار يوم الأحد ( بدون مرافقيك وموكب الوزير ) على الطرقات الدوليه نحو الجنوب أو الشمال وراقب بنفسك الموتوسيكلات والدرّاجات الناريه المجنونه وهي تلعب لعبة الموت بين السيارات .... إنزل بنفسك كما كان العميد ريمون إده رحمه الله يفعل ، وراقب الحركه بدون كاميرات تلفزيونيه ..!! وستجد في كل شارع فوضى لا يمكن أن تجدها في بلاد لا حكم فيها ولا دولة ولا نظام ... إنزل وشاهد بنفسك الذين يدخلون بالمئات في الأتجاه المعاكس ولا يأبهون لقوانينك وقوانين السير لأن لا أحد يحاسب ... كل البلد فوضى .... بفوضى ... أم تراك تعتقد أن وضعك لذاك المخالف الوحيد في الدولة اللبنانيه في السجن لأن حظّه العاثر جعل مخالفته تظهر أمام كاميرات التلفزيون ، أمر يكفي لضبط الوضع ؟

لا حاجة للرادارات الألف التي تطلبها لضبط كل هذه الفوضى ، ولا حاجة لكل الملايين المطلوبه لشراء الرادارات ... نحن فقط بحاجة لحضرة معاليك أن تفعل ما فعلته يوم كان غربالك له شدّه عندما وصلت للوزاره ... اليوم أرتخى غربالك ، وعادت حليمه لعادتها القديمه ...

كلّف خاطرك يا معالي الوزير لأجل الأمهات الثكالى والأطفال الأيتام بسبب حوادث السير ، وأوقف راعاياتك لأحتفالات جمعيات التوعيه من السرعه مثل " كن هادي " وال " يازا " ... وفقط " شدّ الغربال " يا معالي الوزير ، وغيّر طاقم مفارز السير من أوّله لآخره ، نعم غيّر الطاقم من المهتمين فقط بتدخين السيجار في الحفلات ... وحاسب المرتشين والضباط الذين يلغون مخالفة السير بأتصال هاتفي ... وما أكثرهم اليوم – رغم تحذيراتك " الإعلاميه " لهم !! ... وستجد ان الحكاية ليست حكاية رادارات ... بل الحكايه حكاية رجالات ... رجالات دوله . إن قالوا فعلوا ، وإن عزموا أنجزوا ...

منذ أيام دهس شاب أرعن أعرفه ( عمره 23 سنه ) إمرأه أثيوبيه تعمل في لبنان وقتلها ، وبعد أيام عاد الى منزله منتصرا لأنه خرج من السجن بعد أيام قليله ... وراح يتقبّل تهاني أصدقائه . و"ضحكته رطل " ، فهو لم ينل العقاب الذي يستحقه ... لماذا ؟ لكي يزيد استهتاره استهتارا ؟ فالموضوع كله وبأتصال هاتفي من هنا أو من هناك ربما ، لم يكلّفه أكثر من كام يوم سجن ...

معالي الوزير ... للأسف ... سيغضبك كلامي ، لكني أريد أن أؤكد لك أنك لم تعد على قدر الآمال التي عقدناها عليك ...

ولك تحيات المواطن اللبناني ...