العام 2011 ... أسماء لا بد من التوقّف عندها ...
============================
بقلم د . جمال فيّاض
--------------------------
هذه أسماء خطرت في بالي من الوهلة الأولى. والفنان المؤثّر هو الذي يجعلك تتذكره فور الحديث في الفن. ملاحظة؟ تعليق؟ كلمة من هنا ، نقد أو ثناء ؟ لا يهمّ ... المهم أنهم بحضورهم فرضوا أن أتذكّرهم...
فيروز ... الملكه !
هذا العام كان عام فيروز ، بحجمها الكبير وغير الممكن تقييمه أو تقديره. ألبومها كان أكثر وأكبر من التقييم. وعودتها للقاء جمهورها العربي الكبير في بيروت، ثم في ضواحيها يؤكّد أنها أيقونة الغناء العربي وأنها نجمة كل الأماكن والأزمنة. هذا العام كان عام فيروز الكبيرة، والتي لا يمكن إلا أن تكون سيدة الشباب المتجدّد. لقد شاهدت في حفلات فيروز أجيالا مختلفة، كلّها تلاقت على صوتها وحضورها وغنائها الذي لا يشبع منه الزمن ولا تملّ منه الأذن... سيدة الصوت، ما زالت وجه التفاؤل بأن الخير في عالمنا باقٍ.
محمد عبده
الكبير الذي تمنينا له الشفاء، والحمدلله نجح في تخطّي الصعوبة ، ويبدو أن عينا أصابته وهو يحقق ما لم يحققه الشباب... ما شاء الله، ننتظره أبو نوره يعود وينير حياتنا بصوته وحضوره الجميل...
نجوم الإمارات بمجملهم ...
إجتماع نجوم الإمارات العربية المتحدة ( أكثر من خمسين مطربا) في أوبريت غنائية مشتركة ( ولاء وانتماء) كتبها سالم سيف الخالدي ولحنها فايز السعيد، يمكن إعتباره برأيي أهمّ حدث غنائي خليجي في العام المنصرم. لأنها فكرة عبقرية جميلة ورائعة. وأهمّ ما فيها وأجمل ما فيها أنها لم تستثن أحدا من المطربين الإماراتيين في هذا العمل الجميل. فقد شارك ربما لأول مرة في تاريخ الغناء العربي كل مطربي الدولة دون أستثناء، بعمل وطني متقن وجميل. وأظنه سيكون أحد أجمل معالم الإحتفالات الوطنية الإماراتية على مدى أعوام طويلة قادمة. لن أسمّيهم بالطبع لكن التحية للجميع ستصلهم جميعا دون أن يكون أحدهم خارج الذكر.
هبه طوجي نجمة النجمات
هذا إكتشاف رحباني متين ومدرسة الرحابنة الجدد ( مروان وغدي واسامه) ما زالت تتجدّد من نبع الأخوين الراحلين. وعلى مسيرة الكبار الذين لن تقف عند حدّ أو حدود. لقد سجّل اسامه الرحباني بصوت هبه طوجي وألبومها الأوّل وعبر مسرحية "دون كيشوت" أولى الخطوات الصعبة نحو قيام بيت الرحابنة من جديد لمسيرة جديدة. وكما بدا حتى الآن فإن هبه طوجي هي مطربة الجيل الرحباني ، الذي تعودناه يقود الجيل نحو عام أسطوري من الموسيقى والغناء والشعر المسرحي ... هبه طوجي، هي عصر جديد يقوم من بعد إنتظار وهدوء، لتكون هي الحدث القادم لجيل قادم.
وائل جسّار – ألبومان جميلان
عام 2011 كان وائل جسّار أكثر نشاطا وحضورا. ألبومان جميلان مع "أرابيكا ميوزك"، يمكننا أن نؤدي لهما التحية الفنية الرفيعة. "نبينا الزين" ألبوم ديني للأطفال، تلاه ألبومه الغنائي المميّز جدا، والغنيّ بألوان من الألحان والشعر الغنائي والصوت والأداء... ثم مشاركة بأغنية مميزة في فيلم "365 يوم سعادة". وائل جسّار كان هذا العام أكثر نشاطا، وهو مع المنتج محمد ياسين والشاعر الدكتور نبيل خلف والملحّن وليد سعد، يشكلون فريقا متفوّقا وجميلا لا يتوقّف عن الصعود.
أيمن زبيب نجاح بصمت
الصدفة هي التي جعلتني ألتقي به في عدة حفلات غنائية، وبين حفلاته والأفراح التي يحييها، يظهر أيمن زبيب أنه نجم الغناء الشعبي القادم. ففي حضوره الغنائي المسرحي، يسحر أيمن مشاهديه وهو يختار ما يجعل الساهرين لا يهدأون لساعات. بينما نجده في أغاني ألبومه ( حلفت بعمري) قد أعطانا فكرة مختلفة عن لونه الغنائي. وما يؤديه فيه سحر خاص ودفء صوت مميز... أيمن شخصية مختلفة بين الناس عما هي في الستوديو. وفي الحالتي يعجبني وأحب صوته.
منصور زايد أمل الشباب
ألتقيته منذ سنوات في بيروت، كان هادئا وبسيطا وصاحب صوت جميل. توقّعنا له النجاح والتميّز. وها هو اليوم يطرح ألبومه الأول لجمهور صغير بدأ يكبر بشكل واضح .. ولمن لا يعرف كيف، فليذهب الى الفايسبوك، وسيجد أن منصور زايد صار شخصا كبيرا وصوتا حاضرا ... وفي العام 2012 سيكون له نجاحه الخاص... فلننتظره.
مايا دياب وأخيرا ...
وأخيرا بعد مندوبة تلفزيونية ومذيعة في "أوربت" ومغنية في فرقة "الفوركاتس" مع غسان الرحباني... وجدت مايا ضالتها. ها هي اليوم حديث الناس وحديث المشاهدين، ونجمة "روتانا" القادمة كما يشيّع البعض، بعدما صارت نجمة الـ "أم تي في". أعتقد أن العام 2011 كان عام النجاح والتقدّم لمايا دياب. حتى أنها بدت في هذا العام أحلى وأجمل وأكثر أناقة. وبدا أن نيكولا جبران يصنع نجومية أو لنقل يكملها بمقصه وتصميماته المميزة. في برنامج "هيك منغنّي" بدت مايا دياب ومعها المخرج كميل طانيوس والمصمم نيكولا جبران فريقا ناجحا وستكون له إستمراريته في العام الجديد... بالتأكيد.
أم تي في
أننكر عليها هذا النجاح المتكامل وهذه القفزة الكبيرة؟ لا يمكن أن ننكرها أبدا بشهادة الجمهور. إنها الـ "أم تي في". لقد وصلت هذه الفضائية العائدة من مؤامرة دبّرها السياسيون لها لوقفها عن البث لسنوات، وصلت الى المرتبة الأفضل ببرامجها وأفكار برامجها وطريقة تنفيذها. فمن "حديث البلد" الذي شغل البلد، الى "هيك منغنّي" الى "الموركس دور" الى باقي البرامج التي تشعر العين أن الحياة حلوة وأن الأم تي في تعرف كيف تفهمها... بكل شيء تميّزت هذه الفضائية، بإضاءة غير عادية، وبماكياج مثير للدهشة بديكورات مبهرة، بل هي حوّلت العادي الى متفوّق، والبسيط الى مهمّ جدا. لا يمكن ألا نرفع للأخوين ميشال وجهاد المرّ القبعة على هذه التحفة الإعلامية الجديدة الـ "أم تي في" ...
رضا أحلى الغناء
لم أشبع من ألبوم رضا حتى ساعة كتابة هذه السطور... فالألبوم الذي أنتجته "أربيكا ميوزك" لهذا المطرب الشاب دائما، يمكن إعتباره من ناحية القيمة الموسيقية والفنية تحفة العام. لقد قدّم رضا في هذا الألبوم 16 أغنية من أحلى الأغاني ذات التنوّع الموسيقي الذي يرضي جميع أنواع المستمعين. وصوت رضا في هذا الألبوم وإحساسه جعلا من ألحان وليد سعد خصوصا وكل المشاركين بتلحينها عموما حالة خاصة جدا ومميزة جدا... وهنا لا بد من تحية خاصة للمنتج محمد ياسين رئيس مجموعة "أرابيكا" الذي يعمل بضجيج أقلّ وهدوء أكثر ونجاح أكبر... فمن ألبومي وائل جسّار الى فيلم سعيد الماروق "365 يوم سعاده" الى ألبوم محمد منير القادم خلال أيام، يمكن أن نكتشف أن النجاح سهل جدا، إذا ما كان القائد على قدر مسؤولية الإدارة. أرى أن "أرابيكا" تعمل بهدوء، وبأقلّ ضجة ممكنة تنتج أضخم الأصوات وأعظمها...
راغب علامه سوبر قفزة
قفزة راغب علامه عبر برنامج "آراب أيدول" لا يمكن ألا نعتبرها قفزة كبيرة للبرنامج وللمشتركين الواعدين بأصواتهم، وللجمهور الذي يحب أن يعرف راغب أكثر. أعتقدها نقلة مميزة في عالم الهواة تقودها "أم بي سي" وذلك عبر إشراك نجوم من العيار الثقيل بلجان تحكيم البرامج ذات المسابقات الفنية والتقنية. مدهش راغب كيف يظلّ حاضرا على مدى عقود في صدارة الحدث الفني والحضور الجماهيري الكبير...
عمرو دياب نجاح لم يلفت
بين عمرو دياب ومن ينافسهم من المطربين أراه تراجع قليلا بالمقارنة مع تامر حسني، رغم الصفعة المعنوية التي تلقاها تامر في ميدان التحرير. لكنه بذكاء ودهاء عرف كيف يعود ليمتص الخطأ الذي أوقع نفسه فيه، وكان ألبومه "لسه اللي جاي أحلى" قطعة من الغناء والموسيقى الجميلة. ولم يتمكّن عمرو دياب من منافسته بألبومه ... هذا مجرّد إنطباع، للجمهور أن يؤيده أو يرفضه...
كاظم الساهر ... كبير
أهمّ ما في ألبوم كاظم الساهر هذا العام أنه عمل بنصائح كثيرة، وأخذ بآراء كل من كتب نقدا. وحيث أن ما خاب من أستشار، فإن كاظم الساهر هذه المرّة لم يخب. لأنه قدّم عملا موسيقيا مميزا وفيه الكثير من التجديد. وإذا كانت الظروف السياسية قد ضربت جزءا من هذا الجهد في إعلام عربي إنشغل بثورات وفورات وحروب صغيرة، فإن مثل هذه الأعمال للكبار تبقى حاضرة ولا تذهب الى النسيان بسهولة. كاظم هذا العام كان كبيرا من جديد...
ورده ، اللي ضاع منها
تعرضت وردة لنكسة فنية كبيرة. وصحّت توقعاتي للألبوم عندما كتبت أنه لم يكن على المستوى المنتظر. لكن بإمكان ورده الآن أن تستدرك الأمر بأن تكمل تسجيل أغاني الملحن الشاب بلال زين، وقد سمعت بعضها. وهي بدون شك ستستعيد اللي ضاع منها في هذا الألبوم البسيط الذي قدمته في العام المنصرم. وليكن العام الجديد هو الإنطلاقة الصحيحة.
كارلوس عازار صوت كبير
لم أتفاجأ بصوت كارلوس عازار فقط، بل هو بهرني عندما سمعته يغني مع الكبير كاظم الساهر أغنية "قللي عملّك إيه قلبي" لمحمد عبد الوهاب في "ديو المشاهير". ومن هذه الأغنية أجد أن كارلوس سيكون مخطئا إذا لم يتابع في عالم الغناء... وأكتفي بهذا لأن العام الجديد – كما أعتقد – سيكون عام كارلوس المطرب... شرط أن يلعبها كما يجب.
أسماء خطرت على بالي في محصّلة العام المنصرف بكل حسناته وما أقلّها وسيئاته وما أكثرها... ورايت أن استذكرها معكم ...