عادل إمام ، من جديد ... وكأنه الوحيد !!
------------------------------------------
هذا الفنان الكبير والقدير المدعو عادل إمام ، هو قائد رأي في العالم العربي ، وقد لا ينتبه البعض الى الدور الهام والخطير الذي يلعبه الفنان الأكثر زعامة في العالم العربي . ويمكن التأكيد على أنه واحد من الفنانين القلائل الذين يفرضون على الجمهور المثقف والمتوسّط والأميّ الإحترام ، والذهاب الى التفكير بما يقول في تصريح أو لقاء أو خطاب من خطاباته السياسيه أو الفنيه ، لا فرق . وأرى أن الأستفادة من شخصية جماهيريه مثل شخصية عادل إمام ضرورة ، وهي ليست المرّة الأولى التي أعيد وأكرّر مثل هذا الرأي الذي يمكن أن يخالفني فيه عدد كبير من القراء ، لكني متأكّد أن العدد الأكبر يؤيدني فيه . هناك حملة تقوم ضد عادل إمام بين الفترة والأخرى . وهناك من يغذّيها ويوقد نارها بلا سبب منطقي . واليوم نسمع أن صراعا جديدا ينفجر بين عادل إمام الممثل ، صاحب الرأي والفكر وليس الممثل الكوميدي . والنقطة التي لفتتني في كلّ هذا الصراع وهذا السجال ، أن الشيخ خالد الجندي يعيّره بأنه لم يحصل على جوائز يمكنه أن يتباهى بها أو تؤكّد نجوميته . وسواء كان الشيخ الذي نحترم قال هذا أم لم يقله ، فالملحوظة سمعتها وقرأتها سابقا .... عادل إمام لم يحصل على تكريمات أو جوائز تذكر في أغلب مهرجانات السينما العربيه وربما العالميه . أين المشكله ؟ في عالم تحكمه الوساطه ، والأنحياز ، وفي عالم يشتري الثري الجوائز والتكريمات ؟ ثم من المهم أن نعرف أن عادل إمام رفض عشرات المرّات الأشتراك في مباريات ومهرجانات تكريمه ، لأسباب يحتفظ بها لنفسه ، ولن نعلن عنها . لكن عادل إمام هو نجم هذا الجيل ، هو ضميره وصوته وأبتسامته . هو فكره وهدفه الأجتماعي . وإذا كان بعض السفهاء ذات يوم قد كتبوا أو قالوا أنه أنتهى لمجرد أن بعض الكوميديين الشباب حققوا إيرادا ممتازا على شباك التذاكر لمرة أو مرتين ، فأحرى بنا أن نسأل أين هم هؤلاء الذين حققوا هذه الأيرادات الموسميه من ذاكرة السينما والفيلم العربي ؟ أين محمد هنيدي اليوم في مقياس " ريختر " السينمائي ؟ وأين محمد سعد ؟ وأين وأين ؟ مجرد سحابة نجاح موسميه ومرّت ... ويبقى عادل إمام في طليعة الأساتذه .. بل هو واحد من قلائل ستترك لهم السينما مكانة غير عاديه . على مدى زمن طويل قادم . ثم تعالوا نقيّم عادل إمام بعد هذا العمر الفني الحافل ؟ ما الذي فعله أو قاله في فيلم ما ولم نصل اليه اليوم ؟ فقط سأذكر الذين ينتقصون من قيمة هذا الرجل - القيمه ، ببعض أفلامه ، وأدعوهم للعودة أليها بتمعّن ... هل ننسى " حتى لا يطير الدخان " ؟ أم ننسى "طيور الظلام " ؟ أم نتجاهل الفكره الأهم من فيلم " الإرهابي " ؟ هل أصاب بمقاييس اليوم أم أخطأ ؟ أم بالغ بتصوير ما لم نره ونعيشه اليوم ؟ عادل إمام ، فكرة ، وموقف ، ووعي شعبي . سخّر شعبيته التي كسبها من الكوميديا البسيطه للذهاب الى أمور ذات قيمة في مجتمع عربي شبه أميّ ، ومتخلف ... وما يحذّر منه عادل إمام ليس الإسلام ... بل التطرّف بأسم الإسلام ... وإذا كنا بعد كل هذا لم نفهمه ؟ ولم نقيّمه كما يجب ، ولم نلحظ فكرته كما أرادها ... فنحن إذن لا نستحق تعبير شبه أميّ ومتخلف ... بل قلّ ... أقلّ من هذا بكثير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق