الأحد، 21 فبراير 2010

ماجد المهندس والجنادريه .....



جمال فياض
----------------

ماجد المهندس والجنادريه ...
------------------------------

أوكلت إدارة مهرجان الجنادريه هذا العام للفنان الشاب ماجد المهندس أن يقوم بتلحين الأوبريت الغنائيه التي يتم عادة توكيل كبار الفنانين بها ، وهي مهمّة صعبه وتحتاج لكثير من العنايه ، بل لنقل العنايه الفائقه . لكني أرى أن هذه الفكرة أتت بمنتهى الذكاء ، ويمكن أن نحتسبها لإدارة المهرجان ضربة معلمين ، ويبدو أن خلف هذا المهرجان مجموعة من الكفاءات الإداريه والفنيه ، أوصلته الى ما وصل اليه من نجاح متراكم عبر السنوات الطويلة الماضيه . أما لماذا أعتبر مسألة إسناد هذه المهمّة الفنيه للفنان ماجد المهندس ضربة معلّمين فلعدة أسباب ، أولها أن ماجد فنان شاب ، وهو من جيل يمكن أن يعطي زخما شبابيا للأوبريت وهو نوع من التفاؤل بأن للشباب دورهم في بناء المستقبل والنجاح وصناعة الحدث في مختلف المجالات وأهمها الثقافيه . ثانيا أن ماجد ، خبرة موسيقيه ناجحه ،وله تجارب ممتازه كملحن موهوب ، وفي رأسه وأحلامه أفكارا لم يستهلكها بعد ، ولم يكرّرها بعد. وهو سيأتي بلا شكّ بجديد وافر من الموسيقى والغناء والإيقاعات والصور الغنيّة بالحياة . ثالثا ، أن ماجد المهندس الذي يحمل مخزونا غنيا من التراث العراقي الذي يزخر بالمقامات والتنوّع الموسيقي ، وهو اختبر طويلا الغناء الخليجي والسعودي ،وهذا سيزيد التنوّع والأندماج الموسيقي بين التراث الغنائي العراقي السعودي المشترك . وهي رسالة أن المملكه العربيه السعوديه هي الأم الراعيه لكل الدول العربيه عموما والخليجيه خصوصا ، وهنا يمكن القول أنها ستكون ليلة الوحدة الخليجيه ، ورسالة السلام التي تنبذ التمييز بين عربي وعربي ، فكلنا أبناء هذه الأرض ، وهذه رسالة للتأكيد . ورابعا وخامسا وسادسا ووو ... كلها أسباب تبني على المهندس أملا بأن يكون أحد الكبار الذين يصنعون الحدث لا الذين يتأثرون به فقط ...
أما الفنانين المشاركين في هذا العمل ، وهم من نجوم الغناء في السعوديه والخليج ، فيمكن أن نوجّه لهم تحية التواضع والكبر ، لأنهم خرجوا من مضائق التزمت والتعصب المحلي ، فلا فنان العرب محمد عبده إعترض أو فكّر أنه لا يجوز أن يغني من ألحان شاب أصغر منه سنّا ، ولا علّق على الأمر ، وهذه من شيم النجوم الكبار .وهو أعطاه في ألبومه الأخير لحنا يمكن إعتباره شهادة من فنان العرب بصوت المهندس . ولا راشد الماجد تهرّب من التعاون مع شاب أصغر منه خبرة وعمرا ... ولا عبد المجيد عبدالله علّق على الأمر بل أيّد وشارك فورا ... ولا الشاعر القدير ساري وهو صاحب أعذب الشعر وأصدقه إعتبر أن الملحن ماجد المهنس سيضع موسيقى أقلّ من شعره ... وساري بلا شك وضع شعرا للأوبريت سيسهّل كثيرا على الملحن التعامل معه . كلّهم إعترفوا وأقرّوا بقدرات ماجد المهندس من خلال خبرتهم ومعرفتهم بما قدمه من ألحان ناجحه لنفسه ولغيره ، وكلهم اليوم يراهنون على أمل جديد وروح جديده ونكهة جديده في الموسيقى والغناء في الجنادريه . ماذا يعني هذا ؟ يعني هذا أن ماجد المهندس خطى الخطوة الأهم بحياته الفنيه في الفصل الثاني من عمر نجاحه الكبير ... وهو اليوم أمام الأمتحان الذي نراه سيجتازه بكلّ موهبة وقدرة ، ونحن نتمنى له هذا من القلب ...

ليست هناك تعليقات: