خطآن مشتركان بين
راغب علامه وعاصي الحلاني !
بقلم د . جمال فياض - عن مجلة زهرة الخليج
عندما قدّم عاصي
الحلاني أغنيته المجدّدة من العراق "يا طير ضيّعني نصيبي"، هتفت له
وصفّقت وطرت بها نشوة وطربا وفرحا. ويومها قلت أن عاصي الحلاني ضرب مرّة أخرى ضربة
معلّم لم ينافسه عليها أحد. وأغنية "يا طير" التي كتبتُ حكايتها سابقا
على هذه الصفحة، حقّقت وما زالت تحقق إنتشارا يكفي للقول أنها أغنت عاصي عن ألبوم
لعام قادم. فهي مع أغاني ألبومه الأخير، شكّلت له رصيدا يكفيه لعام وأكثر ليحيي
أحلى الحفلات والمهرجانات والبرامج التلفزيونية. وعاصي الذكي لم يصل الى نجوميته
من فراغ. بل من موهبة ومن تخطيط ذكي ومن جهد كبير متواصل. ولم أؤمن يوما أن نجما
كبيرا بمثل حجم عاصي الحلاني يمكن أن يكون الحظ هو سبب نجاحه. فالحظ قد يأتي لفترة
قليلة يستغلها البعض وإذا لم ينمّيها ويستفد منها تصبح لحظات الحظ نقمة لا نهاية
لها. عاصي الذي تواصلت نجاحاته فكانت هذه السنة، سنة ضربات موفقة له، وقع في
العثرة التي لم أكن أتمناها له. ففي عزّ نجاح وإنتشار أغنية "يا طير"
أطلق أغنية قديمة للفنان حسام تحسين بك، هي أغنية "ناتالي" التي
كان غناها من زمان لزوجته الروسية التي رفضت أن تعود معه الى سوريه. الأغنية جميلة
ولطيفة وليست سيئة، لكن لم يكن مناسبا إطلاقها لا في الشكل ولا في المضمون ولا في
التوقيت. وهي جاءت وكأنها مسجّلة في ستوديو قديم غير معاصر بتجهيزاته. والتوزيع
فيها كان عاديا جدا بل أقلّ من عادي. ولنختصر لم تكن أغنيته في وقت كانت أغانيه
الأخيرة كلها تحقق ما لم يحققه غيرها من زمان. وفي زمان عزّت فيه الأغاني الجميلة.
أظنها مرّت مرور الكرام، لكن لم يكن ضروريا أن يخطو عاصي الحلاني هذه الخطوة
الناقصة... إلا إذا كان في بال عاصي أمر لم نعرفه جعله يسجّل هذه الأغنية الآن
..!!..
من جهة أخرى، سمعت
منذ أيام أغنية ديو بين الفنان راغب علامه والفنانة التركية أشكين نورنجي.
والفنانه نورنجي تعتبر إحدى أشهر مطربات تركيا ( يمكن القول مطربات لأن تركيا كما
العرب أيضا تغني الطرب). الديو من كلمات طوني أبي كرم وأومت سايم وألحان كرياكوس.
بصراحة الأغنية عادية جدا. ولم أتعوّد على راغب علامه أم يختار مثل هذه الألحان
السهلة للغناء. وإذا كان راغب علامه قرّر أن يتجه نحو العالم وتركيا ليحقق قفزة
إضافية في نجوميته، وإختار نجمة تركيا الأولى ، فقد كان عليه أن يختار أغنية ولحنا
من مستوى الخارق المتفوّق ليسجّل حضوره من الإطلالة الأولى على العالم التركي
شريكنا في الغناء والألحان منذ قرون وسنوات طويلة. لم أجد في نغمة أغنية راغب
وأشكين أي جديد أو مبهر أو مثير للإعجاب.وإن كان التوزيع الموسيقي جميل وفيه
الكثير من التجدّد ، فقد كانت الميلودي فيها ضعيفة وعادية ومن النوع المألوف...
وهذه الأغنية أعتبرها من ناحية اللحن خطوة
غير كاملة. ولا أجد أن راغب علامه حقق فيها أمرا يستحق الذكر أو الإنتباه. وعليه
أن يتذكّر لاحقا أننا نرصد أي إختيار وأي أمر فنّي يقوم به. وعليه ألا يصدّق أن الصداقة ستمنع
رأينا سواء كان سلبيا أو إيجابيا من
الوصول الى صفحات المجلات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق