هل ظلم عمّار الشريعي الشاعر محمد علي فتّوح ؟
--------------------------------------------------------
بقلم د . جمال فياض - عن مجلة زهرة الخليج
تعيد قناة "دريم" المصرية عرض حلقات سبق أن قدمها الفنان الكبير عمّار الشريعي بإسم "سهره شريعي". وفي هذه السهرة يقوم الموسيقار القدير بشرح وتحليل وتفصيل الألحان والموسيقى بشكل مبسّط وممتع للمشاهدين، مستخدما كافة التقنيات الحديثة لتصل الفكرة للمشاهد وتنعش ثقافته الموسيقية. والبرنامج ممتع للغاية، ولا يمكن لأي هاوي موسيقى أن ينتقل الى غيره إذا ما وقعت عينه عليه ولو للحظة. لكن الموسيقار الكبير إرتكب خطأ أعتبره جسيما خصوصا أنه يأتي من أستاذ يثق المشاهد بمعلوماته الفنية دون أدنى حاجة للمراجعة أو التأكّد بعده. فقد تناول الشريعي أغنية "حنّ حنّ" التي لحنها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وأهداها للفنانة الإستعراضية الشاملة المواهب نعيمه عاكف لتقدمها في فيلم "النمر" من بطولتها الى جانب الفنان الراحل أنور وجدي والمطرب الراحل محمد عبد المطّلب. لكن ما حصل لاحقا كان مفاجأة من مفاجآت عبد الوهاب الظريفة. فقد أعجب بها الموسيقار بعدما أعطاها لنعيمه عاكف وسجّلها بصوته مع بعض التعديل باللحن ليكون على مقاساته الصعبة. والأغنية كما قال الأستاذ الشريعي من كلمات "الشاعر الكبير حسين السيّد" ؟؟؟!!! الذي كتب أجمل أغاني عبد الوهاب. لكن الحقيقة أن الأغنية هي للشاعر الراحل محمد علي فتّوح. الذي لحّن له عبد الوهاب أغنية "سنه حلوه يا جميل" التي غنتها صباح، وقد إستعار يومها موسيقار الجيل نغمة "هابي بيرث داي تو يو" الشهيرة ليبني عليها الأغنية التي ما زلنا نردّدها في كل مناسبة عيد ميلاد نحتفل بها. والشريعي غاب عنه إسم الشاعر اللبناني الصحيح الذي كتب "حنّ" ومنحها بسرعة البرق بعد عمر طويل لغيره دون أن يهتز له جفن!!
الأغنية يقول مطلعها:
" حنّ.. حنّ... يللي هجرت الروح، ومالكش قلب يحنّ، قلبي أنا مجروح، بين الضلوع بيئنّ ... إرحم آلامي وحنّ ... ". هذه الأغنية لحنها محمد عبد الوهاب عام 1952 وهي من مقام كورد، المقام الأكثر رواجا في ألحان المطربين الشهيرة والناجحة في تلك الفترة. والشاعر محمد علي فتّوح شاعر غنائي معروف في عالم الأغنية اللبنانية والمصرية، وهو صحفي وناقد فني، كانت له شهرته وإسمه المعروف في الصحافة الفنّية، وهو كتب عشرات الأغاني لكبار المطربين اللبنانيين والمصريين. وإكتشف ثم تزوّج المطربة الكبيرة الراحلة سعاد محمّد وكتب لها عشرات الأغاني ( أبرزها مظلومه يا ناس مظلومه). وانجب منها عدة أبناء منهم المطربة المعتزلة نهاد فتّوح التي ما زلنا نستمع الى أغانيها ونتأسّف لإعتزالها الغناء وهي كانت مكسبا كبيرا للغناء العربي، لكن لم يعرف أحد قيمة صوتها إلا بعد زهدها به. وقد يكون هذا الخطأ العابر سببا لنستعيد ما ذكرناه عن شاعر قدير وكبير، طلبت روحه الرحمة (رحمه الله) وتذكرناه بالخير...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق