الجمعة، 20 يناير 2012

برامج بعيون مشاهد - بقلم د . جمال فياض - عن مجلة زهرة الخليج









برامج بعيون مشاهد









==============




برامج تستحق التنويه ، وأخرى تستحق وقفها ...




================================




بقلم د . جمال فياض







هي نخبة من برامج تشير الينا أن نتابعها ، هي سهرات فيها من التنوّع ما يجعلنا نهتم ، ونسعى وننتظر مشاهدة ضحكة من هنا ومعلومة من هناك وصوت من مكان وحوار من مكان آخر . هي مجموعة برامج تلفزيونيه تستحق الرصد والمتابعه ، والإشارة اليها بأصابع الإعجاب . وحيث أن الإصدارات الغنائيه شبه متوقفه منذ أسبوعين ،بسبب مباريات كأس العالم - وهي حجّة واهية سببها الحقيقي الضعف في سوق مبيعات الأغاني – فمن الطبيعي الذهاب الى عالم آخر ، وهو عالم البرامج التلفزيونيه . فلنستعرض معا بعض هذه البرامج التي تستحق أن نتوقف عندها وعند أصحابها ولو بسطور قليله .




حديث البلد




هذا البرنامج الذي أتت فكرته من برنامج فرنسي ، تعرضه قناة " أم تي في " اللبنانيه ، وسبق أن قدّمه نيشان على قناة " الجديد " بعنوان " شاكو ماكو " وكان العنوان بمنتهى الضعف ، ولم يكن مناسبا ، خصوصا أن ضيوفه كانوا بأغلبيتهم من اللبنانيين فما هو مبرر الكلام الخليجي ؟ وإذا كان نيشان لم يستطع أن يعطي البرنامج طابعا مميزا ، فقد أنقلبت الموازين عند سيّدة متعلّمه وليست محترفه إسمها منى أبو حمزه . فجأة ، أطلّت هذه السيّده الجميله ، والتي لا علاقة لها بعالم التلفزيون ، أو لنقل أنها وافدة اليه من خلفية جامعيه لا إعلاميه . أطلّت منى أبو حمزه ... جميله ، رزينه ، متصالحه مع نفسها ومع جمالها ... أرجو ألا يمرّ التعبير مرورا عاديا .. " متصالحه مع جمالها " . فهي السيّده الجميله جدا ، تواجه الكاميرا بمنتهى البساطه والتواضع ، فلا تتصنّع الحضور ، ولا ترتمي في أحضان الكاميرا وعين المشاهد بشكل مصطنع . وتحاور وكأنها محترفة منذ سنوات وسنوات . بإختصار تحاور منى أبو حمزه ضيوفها بثقافة عاليه ودراية ومعرفه ، وأهم من كلّ هذا، التلقائيه والعفويه التي تطبع حضورها كمذيعة . لم أعرف مذيعة بمثل هذه الحرفية منذ سنوات ... منذ زمن هند رستم ، وسعاد قاروط العشّي بعدها . وأعتقد أنها تحظى هذه الأيام بجماهيرية يمكن مقارنتها بسهولة شديده بجماهيرية جورج قرداحي عندما فاجأ العالم العربي بهذا الحضور الأخّاذ ، وما زال .




أما نوعية الضيوف وطريقة الإخراج ، فتكاد تجعلنا نفخر بهذا الفريق الجميل من الإعداد الى الإخراج الى الشكل العام للبرنامج وتنسيق الضيوف . ويمكن أن نشير الى باسم كريستو بكل إعجاب ، لأنه يصنع مهرجانا أسبوعيا من ضيوفه وضيوف مذيعته منى أبو حمزه ... لكننا لا يمكن أن ننساق معه ونقبل ألا نقارن بين " حديث البلد " و " شاكو ماكو " ... بل سنقارن ونقارن ، لنكتشف كيف يمكن لمنى أبو حمزه أن تكون مذيعة ناجحه من تجربة بسيطه ، في حين هناك مذيعات لا يهمّهن إلا التغنّي بجمالهن والسعي لإبراز ألقاب جماليه يشترينها بحفنة من المال ... وتصبح صفة ملكة جمال المذيعات مهنة التي لا مهنة لها على خريطة الإعلام .




نجوم صحاب




على شاشة " الجديد " ، برنامج ليس جديدا في فكرته ، لكن المذيعه غريس الريّس تصنع من إمكانيات بسيطه شيئا جميلا ومسلّيا . هناك جو من الحبور والصخب والمرح نشاهده مع برنامج " نجوم صحاب " . وغريس الريّس مذيعة تطوّرت بشكل واضح ووصلت الى حيث يمكن أن نقول أنها بدأت تلفت الأنظار اليها ... فقط ، هي بحاجة لأمرين ، الأول أن تضع مادة كثيفة من المعلومات تكون مفيدة في الحوار مع الضيوف ، والأمر الثاني أن تسعى لضبط نبرة صوتها قليلا ... فالأمر يستحق بعض التدريب والعناء ... وباقي الأمور يمكن أن نعتبرها مقبولة جدا .




نقطة تحوّل




أنتظرناه طويلا ليعود بأمر ما يستحق أن نعلّق عليه لنشيد به ، وأطلّ سعود الدوسري ببرنامجه الجميل " نقطة تحوّل " . على شاشة " أم . بي . سي " . والبرنامج يذهب الى كل الأماكن والمواضيع . ضيوفه من كلّ مكان وزمان ومجال . فهنا مع أمير ورئيس جهاز مخابرات ، وهنا مع شخصية ناجحه في المال والأعمال ، وهناك مع فنان مختلف ، أو شاعر وأديب ... لم يترك سعود الدوسري نوعية من الضيوف ولم يحضرها الينا تتكلم بصراحة متناهية . وسعود محاور رقيق ولطيف . وقد تكون رقّته - أحيانا – سببا يضيع عليه فرصة إنتزاع معلومة فيها بعض الأهمية ، أو تنقصه أحيانا بعض الجرأه ليذهب مع ضيفه الى أبعد مما رسمه له حدّ اللياقة الإعلاميه . لكنه يبقى المحترف في الوصول الى كلّ الأماكن . فقط لو أن شخصيته كمحاور تحظى ببعض القوّة أكثر مما هي عليه ، لأننا أحيانا نراه خجولا مع ضيوفه بشكل يضعفه أمام الضيف والمشاهد في آن .




تسعون دقيقه




لن أدّعي أنني تابعت كلّ حلقات الإعلامي الظريف والخفيف الظلّ معتز الدمرداش . لكني في كلّ مرّة أشاهده فيها أتوقف عنده طويلا . ومنذ كان في " أم بي سي " الى أن إنتقل الى "المحور " ظلّ الدمرداش الشخصية الآتية من مدرسة الحوار الأميركيه . فيها الكثير من الرزانة والذوق واللياقة والظرف . كلها تجتمع في شخصية واحدة لتقدّم للمشاهد حوارا لا حدود لتنوّعه . ويمكن إعتبار شخصية معتزّ الدمرداش ( وهو إبن المخرج الراحل والمتميّز كممثل نور الدمرداش ، والفنانة القديره كريمه مختار ) . أي أن معتزّ دمج كاراكتير الوالد الخاص ، وكاريزما الوالده العاليه ، مع ثقافة إعلاميه وحضور محبّب ، فكان خلطة دمرداشية تستحق التقدير والإعجاب .




النشره الفنّيه




نشرة الأخبار الفنيّه على شاشة روتانا ، تحوّلت الى الفصحى ... ويمكن القبول برانيه السبع مذيعة بالفصحى مثلا وكنّا نظنّها لن تمرّ ، ومرّت بسلام . لكن فكرة النشرة الفنيّه باللغة العربية الفصحى ، أمر لا يمرّ بسهولة . فالحوارات بأغلبها مع مطربين ، وهل سمعتم مطربا في العالم العربي يجيد التكلّم بالفصحى ؟ يعني نقدّمه بالفصحى ، ونحاوره بالعامّيه ؟... أمر غير معقول . لكن بالإجمال " النشره الفنيه " يمكن إعتبارها فكرة جميله ومميّزه ، وإن كان عماد هوّاري يذهلنا بحضوره في كلّ الأماكن ، وكأنه يعيش حاملا الكاميرا والمايكروفون على ظهره. وقد رأيته بأم العين ، كيف كان في " مهرجان الجنادريه " الأخير ينتزع الحوارات من النجوم الذين لم يكن سهلا الوصول اليهم . فقط يبقى أن تكون التحقيقات أقلّ دعائية لنجوم " روتانا " . حتى تتيح للمشاهد أن يعتبرها نشرة أخبار عاديه بلا مجاملات ومبالغات . والأهم ، ألا تكون هناك علامات " فيتو " إعتراضيه على ظهور أحد . لا على راغب علامه ولا على غيره .




لول ... من جديد




البرنامج الذي يُـلقي علينا كل أنواع الكلام البذيء ، وكل أنواع النكات المضحكه نعم ، لكن بذيئه ومخجله غالبا . وما زلت أستغرب كيف يصرّ القائمون عليه على تمرير ما يمرّ فيه . خصوصا عندما تلقي علينا النكتة البذيئه جدا ، فنانة أو مغنّيه معروفه . فتصبح سمعة اللبنانية ال " مش ولا بد " مؤكّدة . برنامج " لول " الذي يقدمه الفنان هشام حداد والسيده أرزه شدياق ، فيه بذاءة ... بذاءة ... وقلّة أدب تكفي المشاهدين العرب منذ إخترعوا لنا التلفزيون الى يوم يصبح التلفزيون مجرد صندوق أو لوحة بلاستيكه في المنازل لا أهميّة لها . ولن أكون " كووووول " ، وأوافق كمشاهد على برنامج مثل " لووووول " ...




وبالطبع لاحظت كيف تسعى المذيعه ميراي مزرعاني للّحاق بفكرة " لول " عبر برنامج مماثل على ال " أم تي في " ...




سوالفنا حلوه




سواء توقّف هذا البرنامج أم إستمرّ ، فهو برنامج جميل ، ولطيف وفيه الكثير من الحوارات العربيه بين مختلف الشخصيات بتناقضاتها وإختلافاتها وتلاقياتها الإجتماعيه . " سوالفنا حلوه " على قناة " دبي " ، بفكرته الفرنسيه المعرّبه ، عمل يستحق التشجيع والتوسيع . هناك نوع من الحوار الذي يجعلنا نتلاقى أكثر ونتحاور أكثر ونحكي لبعضنا عن بعضنا أخبار بعضنا . وفكرة البرنامج البسيطه ، تستحق أن نتوسّع فيها لتكون في عدة برامج تلفزيونيه على أكثر من محطّة عربيه . فكلّ ما كان ينقصنا نحن العرب ، في عصر الفضائيات كان أن نتلاقى ونتحاور ونتقارب أكثر . وبرنامج مثل " سوالفنا حلوه " يستحق أن يستمر ويتطوّر ... ويتوسّع بمواضيعه الى أبعد مما هي عليه الآن .




الحقيقه




برنامج الإعلامي وائل الإبراشي على قناة دريم المصريه ، يمكن إعتباره أحد البرامج التي تبحث عن الحقيقه بكل جدّيه . ووائل الإبراشي شخصية تحاور بكثير من الهدوء لتصل الى معلومة بمنتهى الضجيج . هناك مدرسة خاصة ينتمي اليها الإبراشي ، وهي مدرسة الذهاب الى حيث الحقيقه مهما كان الثمن . والأهم أن المحاور لا يترك للضيف أن يسهب في تبيان مثاليته أمام كاميرا " الحقيقه " . فقبول الضيف بالظهور لا يعني السعي الى منحه صكوك براءة ، وهذا أمر قلّما يلتزم فيه الإعلامي هذه الأيام . وقد لا تكون فكرة برنامج " الحقيقه " فكرة جديده أو نادره ، لكن بلا شكّ العبرة تكون بما يأتي فيه من حقائق وتحقيقات من نوع السبق الإعلامي .




للنشر




مما لا شكّ فيه أن طوني خليفه صنع نجومية برنامجه من مادة يقدّمها للمشاهد ، وليس من شهرته كمذيع وشخصية إعلامية معروفه . للنشر الذي تقدمه قناة " الجديد " برنامج السكوبات المتلاحقه . وهذا دليل على أن طوني محترف قدير . وليس مجرّد متطفّل على الشاشة الجادة من عالم برامج الألعاب والجوائز ...




... وبرامج الأطفال ؟




لا يمكن أن ننوّه بأي برنامج من برامج الأطفال بشكل عام . وباستثناء برنامج الأطفال الذي تقدّمه قناة المنار اللبنانيه ، يمكن القول أن الطفل والفتى في عالم التلفزيون يقتصر حضوره على القتوات الأجنبيه ، مثل الرسوم المتحركه وأغلبها يحرّض على العنف ، أو على العيش بشكل مغلوط على الطريقة الأميريكه ( مثل أنّا مونتانا وما يشابهها ) . والتنويه ببرنامج " صح صح " الذي تقدّمه قناة " المنار" يأتي كونه يحرّض الأطفال على المشاركة باللغة العربية الفصحى ، ويساهم في تنمية معلوماتهم العامه بشكل بسيط وتلقائي ، وليس فقط للترفيه الفارغ . ويمكن القول بلا تردّد أن الطفل العربي متروك لبعض القنوات العربيه الفارغه ، أو القنوات الغربية الفاجره .




هي نظرة عامه بعين مشاهد لبعض البرامج التلفزيونيه .... وفي غمرة القنوات التي تتزايد بشكل غير صحيّ ، والبرامج التي تتراكم بشكل غير عادي ... لا بدّ من التنويه بالجيّد والسعي لتحسين المقبول منها ... ولوقف السيّء ، وما أكثره هذه الأيام .

ليست هناك تعليقات: