الخميس، 13 أكتوبر 2011

مسلسلات رمضان 2011 - عن مجلة زهرة الخليج - بقلم د . جمال فيّاض

صوت وصدى

===============

جمال فياض - عن مجلة زهرة الخليج

-------------------------------------------

مسلسلات رمضان، بعد حلقاتها الأولى ... من تقدّم ؟ من تفوّق ؟ من يفوز ؟

=========================================

من الطبيعي أن يتغيّر رأي المشاهد ببعض الأعمال الدرامية بعد التقدم في مشاهدة الحلقات الأولى من أي مسلسل أو عمل تلفزيوني درامي، وهذه يمكن إعتبارها نقطة ضعف في السيناريو والإخراج. فالمخرج المحترف لا يقدم للمشاهد أي مشهد منفّر منذ الحلقات الأولى لأنه بهذا يضعف شغف المتابع وينهك أعصابه فيتركه الى عمل آخر. لكن ظلّت لبعض الأعمال رونقها التصاعدي منذ الحلقات الأولى ويمكن الآن أن نقول فيها رأينا.

باب إدريس

من هذا المسلسل يمكن الحديث عن الدراما اللبنانية. فما كنا نشاهده من قبل كان شيئا، وما سنشاهده من الآن فصاعدا سيكون شيئا آخر. وقد وضع المنتج مروان خوري اليوم ومن خلال هذا الإنتاج الكبير والضخم الأسس الجديدة لمشروع بناء الدراما اللبنانية الغنيّة والمتقنة وذات المستوى. فالإنتاج الضخم الذي أقدم عليه مروان خوري، بعدسة وكاميرا مخرج قدير مثل سمير حبشي، ونص جميل لكلوديا مارشليان ، مع ممثلين محترفين وموهوبين وقديرين مثل يوسف الخال وكارلوس عازار ونادين نسيب نجيم وبيتر سمعان ويوسف حداد ، كل هذا يمكن أن يصنع مشروع نجاح كبير ويؤسس لمشروع صناعة جديدة ذات مستوى منافس في عالم الدراما التلفزيونية العربية. ويبدو أن - إفتح قوس لهذا الكلام – أن بعض القطيعة مع الدراما السورية التي تمارسها بعض الفضائيات، يمكن أن يؤسس مشروع دعم من رأس المال الخليجي للدراما اللبنانية. – سكّر القوس - .

الخربه

وعلى سيرة "فتح القوس وتسكير القوس" وهي العبارة الطريفة التي يستعملها الفنان باسم ياخور في مسلسل "الخربه"، لا بد أن نتحدث ونحكي ونبتسم من القلب مع أسرة هذا العمل الكوميدي المختلف جذريا عن كل ما عرفناه في السابق من الكوميديا السورية والعربية. لقد فتح "الخربه" بابا جديدا لعالم الكوميديا التلفزيونيه، وأصبح لدريد لحام ورشيد عسّاف سجلات جديدة في عالم الضحك والكوميديا. أما الفريق الكبير من الممثلين الذين أدارهم ببراعة شديدة المخرج الليث حجّو فهم حققوا إبهارا مميزا وإنتزعوا ضحكاتنا من القلب. "الخربه" عمل غير عادي، لمجموعة من الممثلين غير العاديين.

صبايا

أجمل ما في صبايا أنه مسلسل الجميلات دون أي نوع من أنواع الإبتذال والحركات الإغرائية التي إعتمدتها غاده عبد الرازق في "سماره" مثلا. والصبايا كن جميلات وتكاد تحسبهن من الأسرة ومن أهل بيتك ... وهذه ميزة ملفتة عند من نفّذ هذا العمل بالجزء الثاني. لكن محمد خير الجرّاح ، كان فوق العادة بدوره الكوميدي المبهر... وأستضافة اللبنانية باميلا الكك والممثل اللبناني طارق تميم وبعض الأسماء الأخرى كانت بمثابة إضافات جميلة ولطيفة جدا للعمل ... "صبايا" هذا العام كان مسلسل الجميلات الكوميدي والراقي بأمتياز .

طالع الفضه

عمل ثمين وقيّم ولا يقلّ قيمة درامية وحوارية عن مسلسل "أولاد القيمرية" للقدير عباس النوري. ويمكن تصنيف هذا العمل من عيون الدراما السورية. والسخاء كان واضحا، تماما كما النص المكتوب بحرفية جميلة وسلاسة مثيرة للفضول للمتابعة. "طالع الفضة"، عمل من الأعمال الكبيرة.وكان حضور جمال صليمان فيه ضروريا ومهما.

العشق الحرام

أيضا عباس النوري ملفت في مسلسل درامي إجتماعي والشخصية التي لعبها في هذا العمل فيها الكثير من الأبعاد المركّبة والتي تجعل عباس النوري يرتفع درجة إضافية بنظرنا كمشاهدين. وإن كانت كنده علوش ممثلة قديرة، إلا أننا رأيناها كبيرة بعض الشيء على دور الفتاة المراهقة الذي أسند اليها. أما قصيّ خولي فهو ممثل كبير كبير جدا جدا ... ولا يمكن وصفه لمن لم يشاهد العمل. تبقى إشارة لا بد منها للممثل الشاب يامن الحجلي، الذي لعب ببراعة شديدة وتلقائية فظيعة دور الكسيح. وهومشروع ممثل موهوب وكبير وقدير قادم وبسرعة البرق. لأنه لعب دوره بإمتياز لا يضاهيه فيها المحترف صاحب الخبرة. وإذا كنا نوهنا العام الماضي بالقدير بسام كوسا ودوره كمصاب بمرض التوحّد ، فنحن هذا العام نجد في يامن موهبة صعبة وملفتة جدا. تذكروا كلامي وهذا الإسم ... يامن الحجلي.

الشوارع الخلفية

لا عجب أن يكون جمال سليمان وليلى علوي حققا في هذا المسلسل الذي إنتظرناه منذ سمعنا أنه قيد التصوير، هذا النجاح الكبير وهذه النسبة العالية من المشاهدة في مصر. وجمال سليمان الذي وقف في هذا العمل أمامنا بكل هذه الهيبة وهذه الموهبة وهذه القيمة المضافة للدراما المصرية، يذكّرنا بالراحل الكبير رشدي أباظه. ولا يمكن العبور على شخصية مثل الشخصية التي لعبها ببراعة وحرفية مرورا عاديا. لقد كان التناغم بين نجمين مثل ليلى علوي وجمال سليمان واضحا لدرجة أننا إعتبرنا هذا العمل هو أهم عمل مصري على الإطلاق لهذا الموسم. وكاميرا جمال عبد الحميد كانت تعمل تماما كما المايسترو في فرقة سيمفونية عالمية. "الشوارع الخلفية" دراما في الصفوف الأمامية.

الغالبون

المسلسل يتناول مرحلة من مراحل تحرير جنوب لبنان، لكن الذي أدهشني هو الدور الذي لعبه الممثل اللبناني عمّار شلق الذي لعب دور الشيخ راغب حرب، والذين يعرفون الشهيد حرب رأوا أن عمّار يكاد يطابقه بالصوت والصورة، وقد علمت أن عمّار حصل على كل تسجيلات الشيخ الشهيد ودرسها جيدا حتى عايش الشخصية تماما، فكانت هذه النتيجة المبهرة. أما العمل ككل فهو عمل سوري لبناني مشترك، يستحق التنويه لأنه قريب جدا من الحقيقة بدون أي مبالغات درامية ووهمية.

آدم

من الطبيعي أن يأخذ تامر حسني دور الشاب المتضرر من النظام ومن تعذيب مراكز القوى الأمنية فيه. ولو فعل غير ذلك لما أصاب. لكن يبقى أن ننتظر إذا كان هذا العمل سيعيد رفع شأنه لدى جمهوره المصري الذي يبدو أنه إنصرف عنه جزئيا بعد حكاية رأيه بالثورة وما حصل معه في ميدان التحرير. لم أتابع العمل بشكل كامل، ولم أسمع عنه على الأقل في محيط من يتابع الدراما في رمضان. ولا يبدو أنه ترك أثرا هاما حتى الآن على الأقلّ. لكن لا بد من الإشارة الى مسألة الحصرية في العرض وهي أكثر ما يؤذي العمل والفنان في آن. فعلى سبيل المثال حقق مسلسل "زهره وأزواجها" في العام الماضي أعلى نسبة مشاهدة، لسبب بسيط أنه عُرض على كل القنوات، فكنا كيفما قلبنا جهاز التحكم عن بعد، تطلّ علينا زهره. ولا يبدو أن أحدا فهم هذه الرسالة بعد. ولو كان تامر أتعب نفسه قليلا بالتفكير في سبيل للوصول الى أعلى نسبة مشاهدة في مثل هذه الظروف بالذات، لكان أشار على المنتجح أن يخفّض سعر العرض على كل فضائية ويوزعه على أكبر عدد من القنوات الفضائية.

المواطن أكس

هذا العمل إستخدم أسلوب كاميرا المسلسلات التركية، مع حركة ممثلين على طريقة الأفلام الأميركية. وهذه ليسن نقائص أو ثغرات في المسلسل. بل هو أسلوب تطوّر في استخدام التقنيات، أرجو أن تلاقي لدى المشاهد العربي قبولا، خصوصا أن التغيير في العادة، لا يجب أن يكون في خضمّ عجقة من الأعمال التقليدية، بل يحصل عند الإنفراد بالمشاهد حيث لا بديل ولا منافس.

الريّان

بدون خالد صالح لا يمكن أن تشاهد مثل هذا العمل الدرامي الهام. فقد أضاف خالد صالح بشخصيته وحضوره الدراميين لسيرة الرجل الذي شغل الرأي العم المصري والعربي لسنوات وظلّ لغزا لا أحد يعرف مكامنه ولا الطريق لفهمه. كان يمكن لهذا العمل أن يمرّ مرورا عاديا، لكن فريق الممثلين فيه كان بمستوى عال جدا. وجعله عملا يستحق المتابعة.

عابد كرمان

لست أدري لماذا دارت الأيام مع الفنان تيم حسن منذ طار وحلّق ب"الملك فاروق"، فهو بعد هذا النجاح المدوي بالعمل الذي فيه من الخيال أكثر مما كان فيه من الواقع، بدأ يعود الى مكانه الذي منه قفز الى هذه الشهرة الكبيرة. ومنذ تك القفزة الضخمة، لم يعد بإمكانه أن يقفز الى الأعلى فإذا به يتراجع الى الخلف. مسلسل "عابد كرمان" الذي ضربه النحس منذ العام الماضي فتعثّر عرضه وتمّ تأجيله لهذا العام ليسقط في بحر من الأعمال الضخمة والكبيرة والتي لم تتح له حجز مكانه المناسب. وإذا كان العمل هاما وجميلا، وفيه من التشويق ما يوازي أهم الأعمال عن الجاسوسية، إلا أنه لم يجد عند عين المشاهد العربي أي نوع من الإهتمام أو المتابعة. ولم يحظ العمل بعرض يليق به على شاشة مهمة توصله بسهولة الى البيوت العربية. ونحن ظللنا أياما طويلة نبحث عنه حتى وجدناه في مكان ما ولم نكن قد تابعنا أولى حلقاته ولا عرفنا بدايات الأحداث فيه. أيضا هذا العام ليس عام تيم حسن.

بنات سكّر بنات

=================

من المؤسف ألا يكون جمهور الدراما الخليجية من غير الخليجيين، ولطالما أحببنا أن تكون للدراما الخليجية جمهورها من خارج الجزيرة العربية، ومحاولات إدخال نجوم الدراما السورية والمصرية واللبنانية في عمل مشترك أتى بجدواه في أكثر من عمل مثل "الجامعه" و "مطلوب رجال". ومن الضروري الإستمرار بهذا الخلط حتى تؤسس الدراما الخليجية لجمهور عربي أوسع. وفي مسلسل "بنات سكّر بنات" كان يمكن توسيع "الكاستنغ" وإدخال عناصر غير خليجية بشكل يجعل العمل يطال المشاهد العربي. لكن هذا لا يمنع أن العمل جميل ومدروس الخطوات، إن في القصة والفكرة أو في الحوار والإخراج... ولا يمكن القول أنه متأثر بفكرة مسلسل "صبايا" لأن الطرح ليس مشابها كثيرا.

ساهر الليل - 2

أغلب الذين تابعوا الجزء الأول من هذا العمل ، يقولون أنه كان أرفع مستوى من الجزء الثاني، لكن الذين يتابعون الجزء الثاني دون مقارنة، يجدون ساهر الليل مسلسلا جميلا يتناول موضوعا إجتماعيا هاما بأسلوب سلس ودافيء. وزهرة الخرجي شخصية محبوبة أصلا بين الممثلات الخليجيات، وهي هنا إضافة وموهبة بارزة.

شوية أمل

هنا تبدو زهرة عرفات ومحمد المنصور في مباراة إحترافية، والعمل هذا يبدو أنه أحد أبرز الأعمال لهذا العام

وقد تناول العمل قصة مثيرة وتشوّق المشاهد للمتابعة بشكل درامي، خصوصا أن حكاية الرجل العائد من غيبة مجهولة ، مسألة تجعل الأمر مثيرا للفضول والإثارة ...إختيار الموضوع والقصة فيه الكثير من الذكاء.

بالعودة الى ولادة من الخاصرة

بعد مرور الحلقات الأولى من المسلسل ، والتي قلنا فيها ما قلناه، بدأت خيوط الدراما الحقيقية وبرعب أقلّ من الذي رأيناه في الحلقات الأولى. وتبيّن أن العمل من الأعمال التي عمل فيها خيال المؤلف بجهد كبير وواقعية بديعة، وراح لتصوير قصة إجتماعية تطابق واقعا نعيشه في أغلب الدول العربية بل العالم الثالث بأسره. وبدت في هذا العمل مواهب الممثلين السوريين الذين بدوا وكأنهم من كبار نجوم هوليوود. وهذا لا يمكن أن نعتبره مبالغة على الإطلاق. فالذي قدمه عابد فهد يكاد يجعلنا نرشحه لجائزة أوسكار لو كان للعرب فيها نصيب يوما ما ... وما شاهدناه في شخصية مكسيم خليل ( دور عمره) وقصي خولي وسلوم حداد ووفاء موصللي وفادي صبيح ومحمد حداقي في "ولادة من الخاصرة" جاء ليؤكد أن الدراما السورية تولد كل يوم بأفضل من اليوم السابق. وطريقة توزيع المشاهد والذهاب من مكان الى آخر تظهّر لنا أن الكاتب السوري سامر رضوان صوّر الحالة التي يعيشها مجتمع الفقر والحرمان بمشاكلها ومآسيها وبكائها، تصويرا يكاد يكون فوتوغرافيا. وكاميرا رشا شربتجي كانت كما هي دائما أقرب الى الواقع بدقائق وتفاصيل مبهرة. وإن كنّا نصر على أن نعيب عليها تصوير التشويه الذي صورته بهذا الشكل الذي جعلنا نهرب منها ومن مشهدها المقيت والمؤلم لعدة حلقات... يمكننا أن نظن بمسلسل "ولادة من الخاصرة" أنه أحد أهمّ الأعمال التي قدمتها الدراما السورية هذا العام.

بالعودة للشحرورة

يمكننا القول بكل ضمير مرتاح أن كارول سماحه لم تحقق ما أرادته من هذا العمل. وتبين أننا كنّا على صواب في هذا الموضوع عندما توقعنا أنها مزحة وتحوّلت الى مسألة جديةّ. كارول ممثلة كبيرة وصوت قدير، لكنها لم تقنعنا بكل بساطة أنها صباح. والسبب ليس قلة موهبة، بل هو سحر شخصية صباح وخصوصية حضورها الذي لا يمكن الولوج اليه بسهولة.

منذ أيام قليلة، كلمني شقيق الفنانة صباح الشاعر الغنائي المغترب الى الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات، وراح يشكو من قلبه هذا التشويه المتعمّد لشخصية والده جورج فغالي. وأخبرني أنه بصدد إصدار بيان للصحافة أو القيام بأي أمر إعلامي للتوضيح ونفي هذه الصورة المثيرة للشبهات التي وضع الكاتب فداء الشندويلي والده فيها. ومن جهة أخرى ما زال المسلسل يمعن بتصوير السيرة الذاتية للفنانة صباح بشكل بدائي وحوار بسيط بلا أي عمق، وكأن الأبطال يعيشون في كوكب لوحدهم لا تجري من حولهم أية أحداث تستحق الإشارة اليها. وما زال العمل يمعن باستنساخ سيناريو أم كلثوم. فقد أبرز الكاتب بوضوح شخصية الراحلة نور الهدى وكأنها الحسودة والشريرة، تماما كما أبرز مسلسل أم كلثوم شخصية منيرة المهدية التي تحسد وتحاول تدمير منافستها أم كلثوم وهي تنتزع منها لقب السلطانة. ونور الهدى ( ألكسندرا بدران) لم تكن بحاجة لكل هذا الحسد لأن التاريخ الفني يثبت أنها أنجزت عشرات الأفلام الناجحة في عز وجود صباح في مصر...

كلمة لفتتني ولم أعلّق عليها كثيرا قالها لي روجيه فغالي( شقيق صباح من والدها) قبل أن يقفل معي الخط ، فهو قال :"سمعت أن الفاتيكان ينوي تطويب والدة صباح قديسة بعدما شاهدوها في المسلسل" !!!

مشرفه – رجل لهذا الزمان

أغرب أمر نلاحظه هذا العام هي الغيبوبة التي طغت على مسلسل هام جدا ويتناول سيرة هامة جدا لرجل فعلا هو لهذا الزمان هو العالم المصري الكبير الدكتور علي مصطفى مشرفه. ويلعب دور البطولة فيه الفنان أحمد شاكر وأخرجته إنعام محمد علي. حيث يروي العمل سيرة عالم الذرة الذي إغتالته يد الغدر في منتصف القرن الماضي تماما كما يحصل اليوم مع علماء الذرة في الدول النامية. وكما حصل مع غيره من نوابغ مصر والعالم العربي بدءا من العالم اللبناني حسن كامل الصباح الذي أغتيل في الولايات المتحدة الأميركية بعدما سجل مئات الإختراعات منها الطاقة الكهربائية التي طورها لاحقا توماس أديسون، وأول من فكّر بإستغلال الطاقة الشمسية، حتى العالم النووي المصري الكبير يحي المشدّ الذي بنى المفاعل النووي العراقي والذي قتله الموساد في باريس. لا أحد يعرف سبب هذا التجاهل لمثل هذا العمل الذي يشير الى أمر كبير في تاريخ مصر العلمي. أم تراها "سماره" و"كيد العوالم" أعمالا تصنع مجتمعنا أكثر ؟؟؟

هند رستم ...!!

وبما أننا نتحدث عن السيرة الذاتية، فقد لفتني ما نشرته الصحافة عند وفاة الفنانة الكبيرة هند رستم، حيث قيل أن آخر ما أوصت به قبل وفاتها هو ألا يقوم أحد بتصوير سيرتها الذاتية في عمل درامي، سواء مسلسل أو فيلم سينمائي. لا أعتقد أن هذه الوصية سيجري الإلتزام بها طويلا، لأن عند استنزاف كل الشخصيات سيأتي عليها الدور. أما لماذا أوصت بهذا، وما هي الحكمة منه، ومدى صوابية هذه الوصية، فالأمر بسيط وواضح. لقد رأت هند رستم هذا البازار الغبي الذي يتنافس فيه المنتجون على سيرة ذاتية يتم كتابتها حسب رأي المؤلف ورغبة المنتج والمشاهد وبعض الناس الأقارب، فيخرج العمل مشروعا تجاريا، لا ترتفع فيه صحة الحقيقة عن العشرة بالمئة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، لو أعدنا تصوير سيرة الراحلة سعاد حسني من جديد هل سيكون السيناريو هو نفسه ؟ هل سيكون هو هو أيام سطوة صفوت الشريف مثلا، وهو هو بعد دخول الشريف الى السجن للمحاكمة ؟؟ طبعا لن أجيب وأترك للقاريء النبيه أن يجيب. ولو أعيد تصوير سيرة حسن البنّا – (الجماعة) مؤسس جماعة "الأخوان المسلمين"، هل ستكون سيرته هي هي كما وردت؟ أم سيذهب النص الى أمكنة أخرى ؟

لم تعد للسيرة الذاتية بريقها لأن أغلب الأعمال إن لم نقل كلها تفتقد المصداقية وثقة المعنيين والمشاهدين والمتضررين والمستفيدين منها ... وتبقى مصالح المنتجين فوق كل المصالح.

خلاصة ؟

هذا العام تتفوّق الدراما السورية بشكل كبير، ولا أعتقد أن الفضائيات التي تجاهلتها أو قاطعتها قد أصابت رأيا صحيحا. والممثل السوري أثبت هذا العام أنه قدير وكبير ومتمكّن. ويبدو واضحا أن الدراما السورية تقدمت بشكل جدي لتصبح موازية للدراما المصرية، بل هي تقدمت عليها في بعض الأعمال، خصوصا في النص والموضوع.