السبت، 4 فبراير 2012

حين يكون الفانز مجموعة من الجهّال - بقلم د . جمال فياض - عن مجلة زهرة الخليج

حين يكون الفانز مجموعة من الجهّال

ببعض التصريحات الغبية من بعض المعجبين الجهّال، قد تصل الأمور بين الفنانه نوال الزغبي والفنان وائل كفوري الى حدّ خلاف واسع، قد لا ينتهي بسهولة. حماس الجمهور زمان كان يصل الى حدّ مقاطعة حفل أو الإقبال على حفل، لكن كلام المعجبين الغبي يورّط الفنان بمواقف عدائية وخلاف كبير. فقد أطلق أحدهم عيارا كلاميا قال فيه أن وائل كفوري لم يسلّم على المعجبين في مطار دبي، على عكس نوال الزغبي التي سلّمت على الجميع بتواضع كبير. فردّ عليه واحد من جهة أخرى وقال أن نوال تبحث عن المعجبين للسلام عليهم بينما وائل نجم "كبير" يسعى اليه جمهوره وهو لا يسلّم على أحد ... فبركة غبية لكن لئيمة. وما أسهل إيصال الكلام اليوم عبر النت والمواقع الإجتماعية وما أسهل إشعال النار وأيقادها بأسهل من السهولة. وفي حين نجد متخصصين على النت يجيدون فنّ إشعال التعصّب الطائفي والمذهبي بين الأخوة في وطن عربي واحد، وفي حين نجد من يحترف إشعال التعصّب المناطقي بين أبناء الوطن الواحد، ومن يشعللها بين أبناء الأمة العربية الواحدة، جاء اليوم من يمعن في تعميق الخلافات بين الناس حتى على محبة مطرب ومطربة، تماما كما يشعلها البعض على مباراة كرة قدم. كل العالم إستخدم الأنترنت كثورة لتبادل المعرفة والعلم والمعلومات، إلا نحن في هذه الأمة البائسة. نستخدمه للفضائح وكشف الأعراض وتزكية نيران الخلافات الطائفية والمذهبية والمناطقية والفنية... على ماذا نختلف؟ على محبة مطرب ومطربة؟ على تأييد فنان وفنانة؟ هؤلاء الذين إخترعوا معركة غبية وسخيفة من جمهور نوال الزغبي ووائل كفوري، ألم يكن أجدى بهم الإنصراف الى دراستهم وعلمهم ومدارسهم وجامعاتهم، بدل التلهّي بمثل هذا التعصب الأعمى والسطحي الذي لا يوصلهم إلا الى المزيد من الجهل والمزيد من الفراغ العقلاني؟

لا بد من الإعلان لهم اليوم وبكلّ صراحة ووضوح، أن رأي الفنان بأغلب المتعصبين له لا يختلف كثيرا عن رأيي الذي ذكرته أعلاه. وكم مرّة عبّر لي المطرب فلان والمطربة فلانة أن الفانز يصلون أحيانا الى حدّ الإزعاج الشديد، وهذا بالضبط – لمن لم يعرف بعد – سبب إلقاء مهمة تنسيق العلاقة على مدير الأعمال الذي يسوّف ويتهرّب منهم بشكل يجعله يتلقّى الملامة عوضا عن الفنان، لأن الفانز صاروا بأغلبيتهم الساحقة مجموعة من "الهبلان" الذين يشكّلون عبئا شديد الوطأة على الفنان. وهو لا وقت لديه لتحمّل مثل هذه "الهبلنة" التي قد تورّطه بكثير من المواقف المحرجة. أما ما الذي يجعله يحاول الحفاظ عليهم؟ فلسبب واحد بسيط فقط، لأن معركة الفنان اليوم يمكن أن يوكلها للفانز الذي يشنون حملات يريدهم أن يشنّوها عندما يطلب منهم على زميل يزعجه، ويكون هو خارج نطاق الإتهام... أي بمعنى آخر " سلّطوا سفهائكم على من تريدون الكيد له" ... هل عرف الآن مجموعات الفانز مهماتهم الحقيقية؟؟

==============================================

ليست هناك تعليقات: