الأحد، 17 أكتوبر 2010

كتاب مفتوح من جمال فياض الى وزير الداخليه زياد بارود

كتاب مفتوح من مواطن الى وزير

========================

معالي وزير الداخليه والبلديات زياد بارود

تحية طيبه وبعد ،

سأدخل في الموضوع بدون مقدمات . بصراحة يا معالي الوزير أني كما أغلب المواطنين اللبنانيين خاب أملي بكل ما أملته منك . فأنا واحد من الذين صفّقوا لك ، وتحمّسوا لك ولحماسك الكبير منذ توليت الوزاره الصعبه في لبنان . لكني يا معالي الوزير ، أسجّل لك عجزك التام والكبير أمام مشكلة تقتل اللبنانيين بغير ذنب . أنت عجزت ، للأسف وفشلت كافة أجهزة وزارتك فشلا لا جدال فيه أمام مشكلة السير . وقبل أن تسارع للتصوّر أني أتحدث عن زحمة السير التي طالما رددت أنها ليست مشكلتك في وزارة الداخليه بقدر ما هي مشكلة عدة وزارات مجتمعه . أؤكّد لك أني أتحدث عن حوادث السير القاتله ،وضبط الفوضى في السرعة الخياليه عند اللبنانيين ، وعجز كل الفريق الذي يتولى هذه المهمّه من أكبر ضابط الى أصغر شرطي عن تحقيق أي أمر يُذكر فيه . فأنت يا صاحب المعالي ، عندما وصلت الى الوزاره بدأنا نشعر بتواجد رجال الشرطه ، وصرنا نتعرض للغرامات بسبب السرعة الزائده . وأنا منهم ، ولم يزعجني هذا لأني تعلّمت أدب القياده من أوّل مخالفه . لكنك كما يبدو تهاونت مع نشوة الإعجاب اللبناني الكبير بك وبنشاطك وحماسك . لقد عادت الفوضى الى الطرقات أكثر مما كانت قبلك . نعم ، أنا المواطن اللبناني أشعر أن فوضى السير اليوم في لبنان – كل لبنان بدون أي نوع من الأستثناءات – يعيش حالة استهتار بقانون السير ، لا توازيها حالة في أكثر بلاد الأرض تخلّفا . والدليل أنه في عهد معاليك أصبحت أخبار القتلى من حوادث السرعة والصدم ، مثلها مثل أخبار الطقس ... يوم ماطر ، ويوم حار والرياح شماليه الى حنوبيه والضباب يعمّ الطرقات ...

ما هذا يا معالي الوزير ؟ ألا تقرأ الصحف ؟ الا تسمع الأخبار ؟ أم تراك بدأت تنشغل عنّا بأستعداداتك للترشح للأنتخابات القادمه ؟

أذكر في العام الماضي أني صفّقت لك طويلا وأنت تدخل صالة كازينو لبنان في سهرة " الموركس دور " .. وصفّق الحاضرون لك أكثر مما صفّقوا للنجوم الكبار ... ويومها تقدّمت منك كمواطن لبناني يحب الشرفاء – وما أندرهم في هذه البلد - ، وقلت لك حرفيا : " يا معالي الوزير ، أمام هذا الحبّ الذي تراه منّا ، يجب أن تفكّر بتأسيس تيّارك السياسي ... وستجدنا كلنا معك لأننا مللنا المنافقين في هذا البلد .. " . يومها أجبتني فورا : " لا ، لا ، لا ... أنا لا أفكّر بهذا أبدا ... أنا سأخدم الناس بقدر ما أستطيع فقط لا غير ... " ...

ماذا جرى يا ترى ؟

سمعنا أنك تريد أن تترشح للأنتخابات ، وهذا أسعدنا ... لكن فوضى السير وقتلى الطرقات ، يستحقون ولو ألتفاتة بسيطه منك ... أم تراك تستمع لكلام المحيطين بك من الذين يقولون لك على الطريقه العربيه : "الوضع تمام ، وكل الأمور تحت السيطره " ...

لا يا معالي الوزير ، يا من كنت في بداية توليك الوزاره تنزل بنفسك للشارع لتراقب حركة السير والتزام الناس ... الأمور كلها فوضى بفوضى ... ولا أحد يحترم شرطي السير ، ولا إشارات السير ،ولا القانون ولا الوزاره ... ولا حدود السرعة ... إذهب يا معالي الوزير وإعمل مشوار يوم الأحد ( بدون مرافقيك وموكب الوزير ) على الطرقات الدوليه نحو الجنوب أو الشمال وراقب بنفسك الموتوسيكلات والدرّاجات الناريه المجنونه وهي تلعب لعبة الموت بين السيارات .... إنزل بنفسك كما كان العميد ريمون إده رحمه الله يفعل ، وراقب الحركه بدون كاميرات تلفزيونيه ..!! وستجد في كل شارع فوضى لا يمكن أن تجدها في بلاد لا حكم فيها ولا دولة ولا نظام ... إنزل وشاهد بنفسك الذين يدخلون بالمئات في الأتجاه المعاكس ولا يأبهون لقوانينك وقوانين السير لأن لا أحد يحاسب ... كل البلد فوضى .... بفوضى ... أم تراك تعتقد أن وضعك لذاك المخالف الوحيد في الدولة اللبنانيه في السجن لأن حظّه العاثر جعل مخالفته تظهر أمام كاميرات التلفزيون ، أمر يكفي لضبط الوضع ؟

لا حاجة للرادارات الألف التي تطلبها لضبط كل هذه الفوضى ، ولا حاجة لكل الملايين المطلوبه لشراء الرادارات ... نحن فقط بحاجة لحضرة معاليك أن تفعل ما فعلته يوم كان غربالك له شدّه عندما وصلت للوزاره ... اليوم أرتخى غربالك ، وعادت حليمه لعادتها القديمه ...

كلّف خاطرك يا معالي الوزير لأجل الأمهات الثكالى والأطفال الأيتام بسبب حوادث السير ، وأوقف راعاياتك لأحتفالات جمعيات التوعيه من السرعه مثل " كن هادي " وال " يازا " ... وفقط " شدّ الغربال " يا معالي الوزير ، وغيّر طاقم مفارز السير من أوّله لآخره ، نعم غيّر الطاقم من المهتمين فقط بتدخين السيجار في الحفلات ... وحاسب المرتشين والضباط الذين يلغون مخالفة السير بأتصال هاتفي ... وما أكثرهم اليوم – رغم تحذيراتك " الإعلاميه " لهم !! ... وستجد ان الحكاية ليست حكاية رادارات ... بل الحكايه حكاية رجالات ... رجالات دوله . إن قالوا فعلوا ، وإن عزموا أنجزوا ...

منذ أيام دهس شاب أرعن أعرفه ( عمره 23 سنه ) إمرأه أثيوبيه تعمل في لبنان وقتلها ، وبعد أيام عاد الى منزله منتصرا لأنه خرج من السجن بعد أيام قليله ... وراح يتقبّل تهاني أصدقائه . و"ضحكته رطل " ، فهو لم ينل العقاب الذي يستحقه ... لماذا ؟ لكي يزيد استهتاره استهتارا ؟ فالموضوع كله وبأتصال هاتفي من هنا أو من هناك ربما ، لم يكلّفه أكثر من كام يوم سجن ...

معالي الوزير ... للأسف ... سيغضبك كلامي ، لكني أريد أن أؤكد لك أنك لم تعد على قدر الآمال التي عقدناها عليك ...

ولك تحيات المواطن اللبناني ...

ليست هناك تعليقات: