السبت، 20 فبراير 2010

عمرو دياب أهلا بيك في وطنك . بقلم د . جمال فيّاض

د . جمال فياض
---------------------


عمرو دياب ... أهلا بيك في وطنك !!
=======================

لم يحضر عمرو دياب الى بيروت ، ولم يحيي حفل رأس السنه الجديده كما أشارت الإعلانات التي أنتشرت في مختلف المناطق اللبنانيه قبل أكثر من أسبوعين . وقبض عمرو دياب مائة وأربعين ألف دولار من أساس الأجر المتفق عليه ( 240 ألف ) . وأنتهت الحكايه ، على أن يترك للجمهور أن يحكم إذا كان عمرو دياب على حقّ أم المتعهّد الذي أتفق معه على هذا الحفل . متعهد الحفل ، هو الموسيقي والملحن جان صليبا ، وهو أحد كبار متعهدي الحفلات العالميه في لبنان ، وقد أحضر العديد من الفنانين العالميين الكبار الى لبنان ، وآخرهم كان المغني الأسباني خوليو إيغليزياس . وقد حضر خوليو ،ومعه مدير أعماله وفرقته الموسيقيه ، وغنّى ، وقبض أجره كاملا ، غير منقوص ، وعاد الى بلاده سعيدا ، مع شكر كبير للفنان جان صليبا أعلنه عبر مؤتمره الصحفي في بيروت قبل أن يغادر . وقبله كثر ، ،مع جان صليبا أو مع غيره ( لا ننسى طوروس سيرانوسيان أكبر متعهد لكبار النجوم العالميين ) حضروا ، وغنّوا ،وقبضوا ، وذهبوا ... وحده عمرو دياب لا يمكن أن يُغنّي بلا مشكله مع كل المتعاملين معه ، بِدءاً من المتعهد ، وأنتهاء بالعمال في الفندق والمطعم الذي يغني فيه . وحده عمرو دياب يمارس غروره المقيت في كلّ مرّة يحضر فيها الى سوريه أو لبنان أو أي بلد عربي ... ويضع شروطه التعجيزيه والخياليه ... أريد طائرة خاصة توصلني الى البلد الذي سأغني فيه ، وسيارات مرسيدس فخمه تأخذني من باب الطائره بزجاج "قاتم "، وسيارات لجميع المرافقين من أصدقاء وموسيقيين و " بادي غاردز " ... وأريد خطوطا هاتفيه لكل واحد منهم ، وأريد إخلاء بهو الفندق من أي مخلوق عندما أصل لأدخل ومن معي بسلام وبلا إزعاج ... وأريد أفخم طابق ، كاملا في أفخم فندق في البلاد. وأريد ألا يراني أحد من خدمة الغرف ، أي يضع النادل ما نطلبه على الباب ويذهب لنأخذه لاحقا ... فلا ينتظر ليراني أو ليحاول أن يرى أياً من المرافقين . وأريد ألا يراني أي صحفي أو مصوّر أو تلفزيوني أو أي مخلوق .... وأريد وأريد وأريد .... كل ما يمكن أن يخطر على بال أي أنسان ... يضع الشروط تلو الشروط حتى يكاد يقول لمضيفيه أريدكم أن تركعوا وتخضعوا ومن ثمّ تنتحروا لمجرد رؤيتي ... مجنون عظمه ؟ مهووس بتعجيز الناس وإذلالهم ؟ حتى وقت ما كان أغلب المتعهدين ينفذون له كل هذه الشروط .. لماذا ؟ لأنهم كانوا يعرفون أنهم سيجنون من حفلاته ملايين وأرباحا تستحق كل هذا الخضوع . اليوم أختلفت الأمور ، عمرو دياب لم يعد نجم العرب ،مثل كاظم الساهر وراغب علامه ، اليوم هو خارج السرب وبدأ تامر حسني يتسلّل ليأخذ مكانه ،ومتعهدو الحفلات أصابهم القرف والمقت من التعامل معه ومع مدير أعماله والناس المحيطين به ... وهناك جيل من الشباب أقتسم جمهوره الواسع ، وهناك قسم كبير من هذا الجمهور ملّ من هذه التصرفات المجنونه ومن أخبار النجم التي تتداولها الصحافة العربيه مع كلّ حفلة أو فرح يحييه عمرو دياب . فقد كتبتُ منذ عام تقريبا عن شروط عمرو دياب لإحياء فرح في مدينة حلب وما فعله بأصحاب الفرح في حينه حتى أقسموا ألا يدعوه لأي فرح من أفراحهم القادمه ، خصوصا حكاية السيارات واللوبي الفارغ لدخوله ،وصعوده للغناء في الثالثه فجرا ، ولمدة ساعة واحده فقط ... وكيف أحاط مرافقوه بالمسرح حتى لا يتجرأ أحد من الإقتراب منه وهو يمارس طقوسه الغنائيه . ويومها أتهمني البعض بأني أبالغ ... وها هم اليوم يكتشفون بعيونهم صحة هذا الكلام ... عمرو دياب بمئتين وأربعين ألف دولار أميركي لليلة واحده فقط ، بل لساعة واحده فقط . لماذا ؟ ومن يكون عمرو دياب هذا ليأتي إليه الناس ببطاقة يتراوح سعرها بين الخمسمائة والألف دولار وأكثر من ألف دولار في المقاعد الأماميه ؟ فهو مع كلفة ترتيب وأجرة المكان وكلفة الإعلانات مضافا إليها شروطه التعجيزيه تصل التكلفه الى أكثر من نصف مليون دولار . أي يجب أن يدخل أول ألف شخص بخمسمائة دولار لتغطية النفقات ... وماذا بعد ؟ من أين سيأتي المتعهد بالباقي ؟ وكم سيربح ؟ وماذا يفعل متعهد هذه الحفلة إذا تبين له أن الحجز لم يتجاوز المئتي شخص حتى اليومين الأخيرين ؟ لقد إعتقد عمرو دياب أنه بمجرد الإعلان عن حفله في بيروت ستزحف الأمة العربيه من محيطها إلى خليجها إليه ، وسيحرّك عجلة الأقتصاد اللبناني والعربي والعالمي ، وأنه لمجرد رضاه بالغناء في بيروت ستحتفل شركة " سوليدير " به وتدفع له أجره كاملا كتحية وتكريم لهذا " المطرب " الكبير وال " عالمي " ، تماما كما فعلت مع فيروز ... وهل هي أهم منه أساسا ؟ .... ونسي صاحبنا أنه على مسافة قريبة منه يوجد حفل لراغب علامه ، وعلى مسافة أخرى يوجد حفل لفضل شاكر ، وهو الذي لم يعد يستطيع منافسة هيفا وهبي لوحدها ... لقدّ أرسل الجمهور اللبناني رسالة قاسيه لعمرو دياب ، وعليه أن يفهمها ، إذا كان فعلا ذكيا كما " يتهمه " البعض . وعليه أن يكفّ عن محاولة البحث عن حجّة التأشيرات والدفعه الأخيره التي لم تُسدّد قبل الحفل بلاثة أيام . وعن حكاية حجز الفندق ، وعليه أن يعترف أن غروره المقيت وحالة الإدّعاء المميته التي وصل اليها ستوصله الى هاوية سحيقه . فليتصالح مع جان صليبا ويعتذر منه على هذا التصرف الأرعن الذي مارسه في اليومين الأخيرين ليلغي الحفل ويستر بمشكلة أصطناعيه فشله الذريع في بيروت . وإذا كان مدير أعماله حاول أن يثبت له كفائته فقد أسقطه في حفرة أستبعد أن يقوم منها قبل عقدين من الزمان . ونحن إذا راجعنا تاريخ عمرو دياب المليء بالسقطات والهفوات المميته منذ هجومه على عبد الحليم حافظ وجيله بالكامل ، وخيانته لمن صنع نجوميته المنتج محسن جابر من أجل حفنة إضافيه من الدولارات ، وعجرفته وعنجهيته المتزايده ، إلى مسلسله المضحك عن " الحلم " ... يمكن أن نستنتج أن عمرو دياب حذف من أجندته حتى الآن جمهوره في نصف الدول العربيه... ومن المرجّح أن يحذف الباقي خلال الأيام القادمه إذا استمرّ بالمعانده في أن تهرّبه من حفلة بيروت كانت بسبب أشخاص آخرين ، وليس بسبب ضعف الإقبال المميت على حفله الموعود ...
يبدو أن عمرو دياب إعتقد أن في لبنان له جمهور كما فيروز ، سيزحف اليه كما زحف اليها ذات مرة من جميع الدول العربيه .... فإذا به يكتشف أن جمهور ملحم زين كان أكبر من جمهوره ... تصوّروا ؟ أما وقد أكتشف العكس ، فعليه ألّا يحوّلها تهمة لمن يظنهم منافسيه من الفنانين أو الصحفيين اللبنانيين ، فيشير اليهم بأصبع الإتّهام ويسعى للإيحاء بأنهم سعوا لإفشال حفلته التي لم تكن تحتاج لمن يُفشلها أصلا ، وتصبح الحالة بين اللبنانيين والمصريين ،شبيهة لما حصل بين مصر والجزائر في السودان ....
عمرو دياب .... سيبك من هذا ال "هجص " وتقبّل الهزيمه بروح رياضيه ... وإسمح لنا أن نقول لك ... " أهلا بيك في وطنك ... " ـ

ليست هناك تعليقات: