الأحد، 21 فبراير 2010


حلبيات 2010 لأصوات غير عاديه من حلب ، عاصمة الطرب

========================================

هي هدية مميزه من صديقين عزيزين ، لا أراهما كثيرا ، لكن بأعمالهما الجميله تكوّنت بيننا صداقة طرب وكلمة ولحن وغناء من النوع الرفيع ...
ألبوم غنائي من حلب ، عاصمة الطرب العربي . كتب شعره القدير صفّوح شغّاله ، ولحنه المطرب الملحن نهاد نجّار ... ووزّع ألحانه الفنان الحلبي الشاب شيرو منّان ، وخرج من السرب توزيع أغنية واحده لموسيقي موهوب هو يوسف تعمري .. وجاءت الأغاني بأصوات نخبة من مطربين غير عاديين من مدينة الأصوات الجميله حلب ، وفي مقدمتهم الكبير شادي جميل ...

الألبوم ، فكرة ومحاولة للإقدام على مشروع طربي من مدينة يكاد الإهمال الفني يطوي سمعتها. من حلب هذه الأغاني وهذه الأصوات ...
هي محاولة ، أردت أن أشجعها وأكتب عنها رغم زحمة الألبومات التي تصدر وتحظى برعاية كبريات شركات الأنتاج ، أرجو أن ينال هذا العرض بعض الرضى من قراء هذه الصفحه في الزهره ...

تصميم الغلاف والملصق للفنان بشار صقّال ،جاء جميلا . وهو نوع من التركيب والفوتوشوب ، جعل الخلطة السحريه لهذه الأصوات معا ، صورة جميله وتوحي بالأسريه بين مطربين من مختلف الأعمار ومستويات الشهره ...


1 – العزّابي – شادي جميل
-------------------------------
أغنية من نوع المونولوج الطريف ، فيه خفّة دم تشبه أغلب ما ورد في القدود الحلبيه وهي تراث حلب ... مثل " العزوبيه طالت عليّي " ، ومثل " أنا وحبيبي في جنينه " ... هذه إضافة قد تصبح لاحقا نوع من فولكلور حلب ... حكاية العزّابي ومشاكله وأزمات الشباب للزواج ... بصوت شادي جميل تصبح الأغنية جميله وصاخبه للأفراح والجلسات الملاح . اللحن الذي وضعه نهاد نجار وصل الى طبقة عاليه تناسب قدرات شادي جميل العاليه وهو الشهير بالصعب في الغناء ... أما التوزيع الموسيقي ، فهو ببساطة شديده موضوع لنقل حالة الصخب والفرح والتهييص في مثل هذا الغناء ... الإيقاعات والمزامير وهدير صرخات الشباب ... أغنية جميله فيها الكثير من الفرح .
حضور شادي جميل هنا بمثابة تكريم لهذه الأسرة الفنيه الجميله .

2 – مستعدّه نكون تنين - حمام خيري
----------------------------------------

الفنان حمام خيري معروف كصوت يشكّل القاسم المشترك لحفلات سوريه الطربيه . ويكاد يكون أحد أبرز المطربين المحليين . هذه أغنيه كتبها صفّوح شغاله ، وأدّاها حمام خيري باللهجة الحلبيه . هناك هيصة كبيره يضعها نهاد نجار في ألحانه ليحوّلها الى أغاني الحفلات والمهرجانات الشعبيه . أي أنه ينقل أجواء الغناء الحيّ ( اللايف ) الى الستوديو ... أما الكلام الذي خلطه صفوح بين العاميه والفصحى ، فهي خلطة لزوم خفة الدم في الكلام . حمام خيري صوت جميل جدا،ويغني هنا بكامل موهبته . مزامير وطبول وإيقاعات التوزيع الموسيقي ( وضعه يوسف تعمري لهذه الأغنية فقط من أغاني الألبوم ) ، تنقل روح الحياة الغنائيه في حلب بكل نقاوتها . وهو يحاول الإشارة الى أن الغناء الحيّ ليس أفضل من غناء الستوديو . وقد أعطى التوزيع لكل آلة موسيقية مساحتها المناسبه ، وبالقدر الكافي .


3 – من فضلك - فؤاد ماهر
--------------------------------

يبدأ فؤاد ماهر بالليالي ، ومن هنا يبدأ التمهيد بحلاوة الصوت . هذه أغنية وضع نهاد فيها إيقاعات القدود وروحها الحلوه . هذا لحن جميل توزيعه الموسيقي بسيط لكنه ، من روح حلب وطربها . أهم ما فيه أن التوزيع أوضح أصوات آلاته الموسيقيه بشكل نقي . فالقانون أخذ مطرحه ، والكمنجات كانت حاضره ، مثلما الأكورديون لاعب أصابعه بصولوهات ماهرة . وضربات الإيقاع واثقه جدا . وهذه ميزة من ميزات الأغنيه الحلبيه . فقط الدرامز ( الباتري) كان قاسيا وواضحا ، وأراه دائما دخيلا على أي أغنية عربيه . أغنية تذهب الى سامعها بكثير من الإعجاب ... وصوت المطرب ممتاز .





4 – شيء أنكسر - نهاد نجّار
---------------------------------

حضر صوت الأستاذ بلحن وضعه لنفسه ضمن هذه المجموعة المميزه من ألأصوات ... نهاد نجّار ، ملحن موهوب كما هو مطرب ممتاز . التوزيع الموسيقي في هذه الأغنيه يبدأ من حيث يعلن أن عملا ضخما وجميلا قيد الوصول للأذن . أغنية من مستوى الأغاني والألحان الكبيره . كلاما ولحنا ، يحتفظ نهاد بالأصعب لصوته ، وهو يفهم ما الذي يناسبه . كلمات الأغنيه غير عاديه ، كلاسيكيه لكن فيها نفحة الأصاله الغنائيه . صولوهات القانون ، ورفقة الكمنجات في تناغم يدعو للإعجاب . نهاد نجار يعود الى سامعيه بعد غياب ، بعمل يستأهل عليه التصفيق الجميل . لست أدري لماذا تخيّلت عبدالله الرويشد يغني مثل هذا اللحن ... إسمعوه وأحكموا ... لماذا لا يكون تعاونا مميزا بين ألحان نهاد وصوت الذهب عبدالله الرويشد ؟


5 – متل أوصافا بالجمال ما في أحلى - سامي سعد
-------------------------------------------------------
سامي سعد ، الشاب الذي ينبيء بالمستقبل الواعد ، يحتاج لمزيد من الأنتباه والمراقبه لنحكم عليه حكما نهائيا . لكنه في هذه الأغنيه الخفيفه والجميله ، يلاحظ السامع أن مخارج حروفه بحاجة لمزيد من الضبط . لكن خامة الصوت جميله . الأغنيه فيها توزيع موسيقي مودرن ، وصل الى حلب ... بالتقنيات الكهربائيه ... قد تكون هذه الأغنية وسيلة المطرب الشاب للوصول الى جمهور واسع ... تدخّلات ال" أوتوتيون " لضبط صوت المطرب كانت واضحه . الأغنيه راقصه وجميله . والملحن نهاد نجار يريد أن يقول لنا أنه قادر على وضع أي لون موسيقي مهما تنوعت الأغاني والأصوات ... وهنا هو يتبنى هذا الصوت أملا بأكتشافٍ ما ...


6 - مزغزغ النيّه - مصطفى هلال
-----------------------------------------
مصطفى هلال نعرفه سابقا من فرقة "شيوخ الطرب" ، كان موهبة في بدايتها واليوم نراه مطربا محترفا . أما الأغنيه كلاما ولحنا ففيها جمال الغناء السليم وفكرة الكلمه المختلفه . الإيقاع هنا سيّد الموقف ، والمنجيره ( آلة نفخ قصبيه ) معطوفة على بعض كهربائيات النفخ ، تصنع أجواء صخب غير عاديه . هذا لون يحبّه أهل بلاد الشام . ونهاد نجار ملحن يفهم ما يريده ناسه وجمهوره . التوزيع الموسيقي هنا يصنع أجواء الغناء الحيّ أيضا بشكل حلو ... أما أداء مصطفى فقدرة صوتيه واضحة جدا ....


7 - وبتأسّف - سمير جركس
----------------------------------------
سمير جركس خبرة غنائيه ، ويبدو جليا أنه ليس فتى مثل بعض المطربين في الألبوم ، لكن الأداء يؤكد أن الخبرة الغنائيه جميله وواضحه ، والشباب بالمشاعر والإحساس ما زال واضحا ... نكهة القدود الحلبيه حاضرة جدا . و نهاد نجّار وضع لحنا لصوت سمير جركس ، ليبرز قدراته وموهبته وخبرته ... هذه الأغنيه جوهرة من حلب ، وهذا الصوت لؤلؤة من حلب ... أما الشعر الغنائي الذي كتبه صفّوح شغّاله ، فهو من روحه التي أصبحنا نعرفها دونما حاجة للسؤال عن إسم كاتب هذا الكلام .

8 - متضايق – محمد خير الجرّاح
-----------------------------------------
أغنية طريفة لنجم مسلسل " باب الحاره " محمد خير الجرّاح ، وهي بمثابة حبّة الفاكهة اللذيذه واللطيفه في هذا الألبوم الحلبي الخالص من أساسه . أغنية من نوع المونولوج الكوميدي ،الساخر من أوضاع إجتماعيه نعيشها في يومياتنا ، يكتبه صفوح شغاله ويؤكد فيه أنه جاهز لأي نوع من الشعر الغنائي . أما نهاد نجار يلحن هنا لونا ضاحكا ، قلّما عدنا نسمعه هذه الأيام .
هذا لون لم نسمعه منذ كان الفنان رفيق سبيعي ( أبو صيّاح ) يطلق بأستمرار مثل هذه الأغاني .. أغنية بمنتهى الظرف .

الخلاصه
--------------

ألبوم " حلبيات 2010 " محاولة تستحق التقدير الإعجاب ، بالأمكانيات التقنيه البسيطه أنجز شاعر كبير وملحن قدير وموزع طموح وعدد من المطربين المختلفين بأعمارهم وخبرتهم وشهرتهم ،عملا كبيرا جدا ... يستحق التقدير والتحيّه . هذه حلب عاصمة الطرب والفن والأصوات ... ألم يخف محمد عبد الوهاب من جمهورها ؟ ألم يعايشهم سيّد درويش لسنوات ؟ أليس منهم محمد خيري و صبري المدلّل ( رحمهم الله ) وصباح فخري وشادي جميل أطال الله بعمريهما ؟فماذا يمكن أن نقول عنهم اليوم ؟

ملاحظة لا بد منها ...
----------------------
أرفق الشاعر القدير صفّوح شغّاله ألبومه الجميل بهذه العباره ...

صديقي العزيز :

هو أول البوم حلبي الصنع ( كلاما ً – لحناً – توزيعاً – غناءاً - تسجيلاً – وتصميماً )

ربما يكون هذا الألبوم عادي المستوى مقارنة بالألبومات التي تصدر في بلدان أخرى
لكن سعادتي به لاتوصف لأنها المرة الأولى التي تحدث في حلب .
تعامل مع الألبوم من هذه الزاوية وأنا أعدك أن نقدم الأفضل في المرات القادمة .

ليست هناك تعليقات: