الثلاثاء، 22 يونيو 2010

بين زافين وطوني خليفه ومالك مكتبي ... بقلم د . جمال فيّاض عن مجلة " زهرة الخليج " .


بين زافين وطوني خليفه ومالك مكتبي ... " إبكي يا عين ، وشاهد يا جمهور " ...
====================================

أصبح البرنامج الناجح ، هو البرنامج الذي يستطيع أن يستدرّ ويستجرّ ويستقطب من عيون المشاهدين الدمع والبكاء مدرارا ... ويكاد أصحاب البرامج التلفزيونيه يتسابقون على المآسي لنشرها والإمعان بنا ألما وتقطيع قلوب ، للفوز بمزيد من حديث الناس والمدينه والقرى النائيه من المحيط إلى الخليج . وأعتقد أن الشاطر هو الذي سيسبق زملائه بجعل أغنية " إبكي يا عين " لفريد الأطرش الشهيره " جنيريك برنامجه ". فالعزيز زافين يبحث منذ مدّه عن النكبات والكوارث الشخصيه والجماعيه ويأتي بأصحابها بالجمله ليستعرض معهم تفاصيل مآسيهم ، والشاب الواعد مالك مكتبي يبحث بالسراج والفتيل مع فريق مسخّر بحرفية للبحث معه ، عن مصائب ومآسي ونكبات الحياة التي أصابت شخص ما أو أسرة ما – وهو أبكاني بحرقة ذات مرّه قبل أن أقلب القناة هربا – بشكل لا يمكن التشكيك بصدق عواطف المشاهدين عندما يذرفون دمعهم أمام حضور الفجيعه . أيضا صديق المشاهدين طوني خليفه ، يدور ويدور ، ثم يلتقط أنفاسنا بمأساة لا يمكن أن تكون أقلّ من كارثة أو مصيبة . ما هذا يا شباب ؟ نكاد نعود عن كلامنا ونطالب بمسلسل " لوول " الإباحي الذي تعرضه قناة " البرتقال " ؟ ما الذي يطلبه الإعلامي من مثل هذه الأستعراضات المفجعه ؟ أهو تبرّع ما ، لحالة ما ؟ أهي مساعدة ما من شخصية ثرية لشخص صفعه القدره أو لكمه على وجهه بكل قسوة ؟ لم ألحظ أن طلبا قدمه البرنامج من مشاهد مقتدر لضيف يحتضر . ولم أعرف أن عرض المصائب على الشاشات أمام الملايين ، يمكن أن يساهم بحلّها ؟ فقط ، يمكن أن يحوّلها إلى حديث الناس ، وحديث الناس سيحوّل المحطه الى عدد أكبر من المشاهدين ، والعدد الأكبر من المشاهدين يمكن أن يتحوّل الى المزيد من الإعلانات ، والمزيد من الإعلانات يمكن أن يتحوّل الى تسعيرة أعلى لكل ثانية على الشاشة .... والتسعيرة الأعلى يمكن أن تحوّل المحطه الى مصدر ربح لأصحابها ... وو ... وو ...
بالمختصر المفيد ، مصائب ونكبات وفجائع وفظائع الحياة إذا أصابت شخص ، ستتحول الى ثروة تذهب لجيب شخص ما أو شركة ما ...
وإلا ؟؟؟ فلتتم معالجة هذه الحالات بهدوء وصمت وليسعى أصحاب المرؤة للحصول على مساعدات لحلّ أو حلحلة مشاكل هؤلاء المساكين ، بشكل يحوّل حياتهم إلى لحظة أمل ... وليس إلى سيرة على كل لسان ....

ليست هناك تعليقات: