الأحد، 25 أبريل 2010

ماجد المهندس النبيل حتى في خلافاته


صوت وصدى –
--------------------

بقلم : د . جمال فياض - منشور في مجلة زهرة الخليج
---------------------------------------------


ماجد .... النبيل حتى في خلافاته الفنيه ؟
==============================

.... من الممكن التأكيد بسهولة ويُسر أن الفنان ماجد المهندس كسِب رهانه ، وأستراح في تلك الليلة راحة المُتعَب والقلِق على كامل مشواره الفني . فقد عشنا معه هذا القلق وهذا الخوف الكبير الذي يخافه أي فنان حقيقي عندما يصبح أمام الإختبار الكبير . والتجربة التي عاشها ماجد المهندس مع أوبريت الجنادريه " وحدة وطن " ، يمكن إعتبارها بلا تردد،نقلة حياته الفنية النوعيه . ومن الآن فصاعدا ، سنكتب ماجد قبل الجنادريه وماجد بعد الجنادريه . لقد تعب ماجد واجتهد وعانى ما يعانيه الكبار ، لأن النجاح إبن المعاناة والإصرار . وقد عايشت ماجد منذ البدايات ، وفي لحظات القلق والألم والجرح والفرح ... أراه اليوم يبتسم إبتسامته الهادئه ، المتفائله لما حققه على مسرح الجنادريه . هذا المسرح الذي الذي بدأ يستضيف نجوم الفن السعوديين قبل أن يبدأ حلم ماجد بالشهرة والنجاح . وها هو اليوم يلتقي وعده في الموعد ... اليوبيل الفضّي للمهرجان الكبير . لقد لحّن ماجد المهندس أغلب اللوحات الفنيه في أوبريت " وحدة وطن " ، وحقق حلمه ... بل أحلامه . كيف ؟ هو الحلم المستمر بالنجاح ، والحلم بالغناء الى جانب كبار مثل محمد عبده وراشد الماجد وعبد المجيد عبدالله ، وهو يردد بأستمرار فخره بصداقتهم ومحبتهم له ومحبته لهم . والحلم بالتلحين لأصوات كبار الخليج العربي ... وهو الذي كان حقق حلمه بالغناء من ألحان محمد عبده ، ها هو اليوم يلحن لفنان العرب محمد عبده ... وحلمه بالوقوف على مسرح الجنادريه ،حيث تصل أخباره الى كل عربي في كل مكان ... وحلمه الأكبر - والأحبّ الى قلبه كما يردّد – أن يغني في حضرة خادم الحرمين الشريفين ، وحلمه بنيل شرف إعجاب الأب الكبير بفنه ... فإذا بالملك الوالد يقول له " أبدعت يا ماجد " ....
المهم أن ماجد كسب الرهان ، وكلنا فرحنا له ... لأنه يستأهل هذا النجاح .
لكن الأهم في هذا، هو أمر آخر في ماجد الأنسان ، ففي خلافه مع " زهرة الخليج " كان فارسا ، ونبيلا . وقد سعيت جاهدا لإنهاء الخلاف بينه وبين الزميل ربيع هنيدي ، الذي لم يخرج عن كونه خلافا فنّيا ، لم يفسد للودّ قضيه ، وحيث أن أغلب القراء اشتركوا في تناول هذا الأمر ، فأنا يسعدني ويسرّني أن أكون عرّاب هذه المصالحه بين صديقين عزيزين . فربيع هو صديق العمر وبيني وبينه صداقة وأخوّة تعود لعقدين من الزمن ، وماجد صديق قديم عايشته وعرفته منذ البداية وأيام المعاناة في المشوار الصعب الذي حطّ به مؤخرا عند محطة النجاح الكبرى ... وكيف لك أن تتصوّر خلافا – بالرأي طبعا – بين صديقين في منزلة الأخوين ولا تتدخّل ؟
الأهم في هذا الخلاف أن الأصدقاء قالوا عنه وفيه أكثر مما قاله أصحاب الشأن . وتحوّلت معركة بين الآخرين أكثر مما هو خلاف بين المعنيين مباشرة ...
لقد انتهى الخلاف وهذا أمر يسعد الجميع ، وكم كان ماجد نبيلا عندما رفض أن يقول كلمة مؤذيه عن صديق عمره ربيع أمام شخص ثالث ، وكما كان ربيع نبيلا عندما رفض أن تقطع أواصر الودّ رغم التباعد البريء بينهما ....
مرّة أخرى يكسب ماجد الرهان ولا يترك لخلاف مع صديق وإعلامي قدّم له الكثير على مدى مشواره الفني ، فالكلّ يشهد بمصداقية ربيع معه منذ بدأ مشواره الفني حتى اليوم ... وها هي المياه تعدو لمجاريها الطبيعيه ... مياه عذبة نقيّه ، لا تشوبها شائبة إن شاء الله .
=================================================

ليست هناك تعليقات: