الجمعة، 27 ديسمبر 2013

قراءة موسيقية لألبوم "من عيوني" ميريام فارس/ عن مجلة "زهرة الخليج" - بقلم د. جمال فياض


ألبوم ميريام فارس "من عيوني" ....

أين أجادت ؟ أين خابت؟ ...

 

============================================  

 

صدر منذ فترة ألبوم الفنانة ميريام فارس "من عيوني" ولم يذكر على غلاف الألبوم إسم الشركة المنتجة. بغلاف فيه الكثير من الذوق والفن الغريب والجميل والملفت. حيث طغت عجقة الألوان تليه  وبدا إتقان الغرافيك واضحا بتصميم للفنان نجاد عبد المسيح الذي أدخل شكلا خاصا ومدرسة جديدة في تصميم أغلفة الألبومات الغنائية. بالإضافة لمراعاته لمسألة توضيح كلمات الأغاني لمن يهمّه مثلنا قراءة الكلمات.  وقد التقط الصور الفوتوغرافية الفنان رودي درويش.

 

1 – من عيوني

من شعر سعود شربتلي وألحان عبدالله القعود وتوزيع طارق عاكف نستمع الى أغنية مليئة بالحياة والحيوية. وقد ترك طارق عاكف العنان للكمنجات ومختلف الوتريات أن تتلاعب وتتنافس وتتوارى ثم تعود للظهور بأحلى شكل وعزف. الإغنية تدخل بضربات إيقاعية على الكواتم قبل أن يناغيها البيانو ثم المزمار والكمنجات، لتغنّي ميريام بأداء محترف للهجة الخليجية. لا تزعج الوتريات بعجقتها وجنونها أذن السامع... هذه أغنية جميلة من أول الخط.

2 – خلّاني

من كلمات والحان يوسف العماني وتوزيع عادل فرحان. أغنية تؤدّي فيها ميريام بإنفعال شديد ويبدو الأداء حماسيا ربما أكثر من اللازم قليلا. ولست أدري إذا كانت هذه الشدّة في الأداء مطلوبة وضرورية. وكأني بها تريد أن تنافس المطربات الخليجيات بمثل هذا الأداء، وتبلّغهم أنها هنا حاضرة وقادرة. التوزيع جميل لكنه لا يختلف عن المألوف في أغلب الأغاني الخليجية.

3 – ولّعوا

عودة الى الثلاثي سعود شربتلي وعبدالله القعود وطارق عاكف. هذه الأغنية فيها روحية أغاني القعود. ففي ألحانه دائما ريتم وتريات سريع يتيح للموزّع الموسيقي أن يتفنّن بالتشكيل الموسيقي للّحن وآلاته بمختلف أنواعها. ليس في هذه الأغنية أي جديد أو ملفت ... فلا الكلام جديد بصوره الشعرية، ولا هذا من أجمل ما كتب سعود شربتلي ولا اللحن من أجمل ما لحّن عبدالله القعود، وليس فيه نغمة غريبة أو جديدة. والتوزيع يأتي بعجقة مألوفة ومكرّرة منذ زمن.

4 – يا ساريه

اللحن الفولكلوري الذي لا ننساه من عمر كدرس ومن طلال المداح رحمهما الله ، يعيد سيروس توزيعه بشكل مختلف وبأكثر تحديثا مع بعض الزخرفات والنمنمات اللحنية، لتغنيه ميريام فارس بكلمات كتبها سعود شربتلي، الذي وضع كلاما جديدا لهذه التيمة الموسيقية الشهيرة. وأداء ميريام هنا فيه الكثير من البراعة. وتبدو أكثر تمكّنا من غيرها باللعب على نغمات وقفلات اللحن. وكأنها تبحث عن الصعب بتعمّد لتؤكّد قدراتها الغنائية والصوتية في لحن بسيط لا يستدعي الكثير من الجهد والشطارة.

5 – أه يمّه

نغمة ناعمة وموسيقى بعيدة تقترب شيئا فشيئا... وبين البيانو والكوَله تدخل ميريام بصوت وأداء حزينين، فتغني كلمات دافئة كتبها مصعب العنزي على لحن عصام كمال الجميل وتوزيع ربيع الصيداوي البديع والغنيّ بالأفكار. " يسألوني ليش صمتي ما يفارقني ثواني ليش دمعي في عيوني ما يفارقها دقيقة ...". ساكسوفون وبيانو وموسيقى حالمة فيها حزن كثير. أداء ميريام في هذا اللحن يؤكّد أنها مطربة متمكّنة وليست مجرّد مغنّية عادية. هذه الأغنية من أحلى الأغاني التي سمعتها بصوت ميريام فارس ... والأهمّ هو هذا الإحساس العالي الذي تغنيه ميريام وتناغمها بل تنافسها مع دفء الكمان الجميل والصولو البديع ... روعة هذه الأغنية !

6 – أرتاح

من كلمات وألحان يوسف النعماني وتوزيع حاتم منصور. بروح اللحن العراقي وتوزيع استخدم فيه حاتم منصور الخشبه ومختلف الإيقاعات الصعبة. وبصراحة وبدون تردّد تغنّي ميريام بمنتهى الحرفنة. بل هي كما يبدو للسامع تقمّصت الأداء الخليجي بمختلف ألوانه ولهجاته.

7 – سيد الكلّ

لحن لأحمد الهرمي وكلمات سعود شربتلي وتوزيع سيروس. ولا يبدو أن سيروس أراد أن يخرج من مزامير الكيبورد التقليدية التي استعملها هو وغيره مئات المرات. لحن صعب جدا، ولا يبدو أنه سهل لأي كان. وفي مكان ما، تجتازه ميريام بصعوبة بل هي في مكان ما تثير في أذني بعض التساؤل الغريب !! . وأحمد الهرمي ملحّن صعب وليس رقما عاديا في الألحان. لم يجدد سيروس في التوزيع، رغم بعض المحاولات التي لا تلفتنا كثيرا.

8 – أتلاح

لحن مغربي لعبدالله سالم ومن كلمات مصعب العنزي وتوزيع حميد. لا تجيد ميريام اللكنة الصحيحة للّهجة المغربية. لكنها تؤديها بشطارة مقبولة. وإن كنت سمعت في مكان ما أن كلمة "إتلاح" ليست كلمة مغربية مستحبّة. بل هي كلمة غير مؤدّبة. حميد يوزّع اللحن كما لو أنه لحن خليجي. ويبدو واضحا أن التوزيع بعيد بعض الشيء عن الموسيقى المغربية. في مقطع ما يستعمل الموسيقى الخماسية التي تقارب الموسيقى السودانية والأفريقية.والتي ليس فيها شرقي عربي. تنويع في الألوان الغنائية لكنه ليس مبهرا.

9 – كثر الخيال

وتريات جميلة جدا، وسيروس هنا يسترجع إعجابنا به وبتوزيعه الجميل. اللحن لعبدالله الجاسم والكلام لأنور المشيري والتوزيع الجميل لسيروس. الفواصل طويلة بعض الشيء وتطويلها لا يغني الأغنية، خصوصا أن الكورال أيضا له مساحته. أغنية تشير من جديد لقدرة ميريام على الأداء الصحيح والصعب. هذه أغنية فيها كمنجات ووتريات جميلة جدا، تطرب الأذن بشكل حارّ.

الخلاصة

ألبوم خليجي من ميريام فارس، لا وجود لأغنية لبنانية أو مصرية . فقط إخترقته أغنية مغربية يبدو أن لهذه الأغنية أسبابها التي لا نعرفها. بشكل عام في هذه الأغاني تبدو ميريام فارس موهوبة بتقمّص الشخصيات واللهجات، وهي هنا تؤدي وكأنها متمرّسة بالغناء الخليجي منذ زمن وزمن. ألبوم جميل لا يمكن إنكار بعض أغانيه،بعضها جميل جدا، وبعضها تقليدي .

هناك تعليق واحد: