السبت، 21 يوليو 2012



تحفة غنائيه أسمها " ما رجعت إنت " ...
======================== 

بقلم : د . جمال فياض - عن مجلة زهرة الخليج ( ديسمبر 2010) 
------------------------------------------------------------ 

هناك أغنية كتبها منير بو عسّاف الشاعر الخطير ، ولحّنها بلال زين ، الملحّن الأخطر ... هذه الأغنية واحدة من تحف هذا العصر الغنائيه ، ويتقاسم عبقرية الأداء فيها صوتان فيهما نكهتين مختلفتين ... وائل كفوري ، وأيمن الأعتر ... نعم ، قلائل ربما يعرفون أن أيمن الأعتر الليبي الفائز بلقب "سوبر ستار" غنّاها بصوته وروحه وشخصيته الغنائيه . والاثنان أدّيا هذه التحفة الفنيه الغنائيه بشكل يطرب ، ويسوسح الأذن الى أقصى ما يمكن ... ولكل مستمع ذوق ، البعض أحبّها بصوت وائل وإحساسه العجيب ، والبعض أحبها بصوت أيمن ونكهته المميزه في الأداء ... وأنا وكثر غيري أحببناها من الأثنين ... لكن قبل هذا وذاك ، هناك صورة شعريه بديعه وضعها الشاعر الشاب جدا ، والعبقري جدا ، والساحر جدا منير بو عسّاف ... إسمعوا كلام هذه الأغنيه ماذا يقول في صدر الأغنيه  :
" بوقف انا كل يوم ع بابي ، بنطر حبيبي يطلّ من خلف المدى بسأل انا عطول اصحابي شفتو ع بابي دق بغيابي حدا ؟ تـ يزيدو بعذابي يقولو بغيابي شافو حدا ع الباب فايت ع الهدى
قديش صارلي بنطرك تـطلّ ، تمحي دمع من حزن عيني ملّ ، فلّ الشتى طلّ الربيع وفلّ ومارجعت انت ... " الله ... الله ... ما هذه الصورة الشعريه الجميله ؟
هذا شعر فيه عاصي ومنصور الرحباني ، وفيه مارون كرم ، وفيه كل شعراء الأغنيه الذين سحرونا لعقود من الشعر الغنائي الجميل .... وهذا لحن فيه عاصي ومنصور ، وفيه فيلمون وهبي ، وفيه زكي ناصيف ، وفيه وديع الصافي ... وفيه كل أجيال الأغنيه اللبنانيه الجميله والمليئه بالشجن والحب والعاطفه ...
هذه الأغنيه التي لحنها بلال زين الذي كل شهر أو موسم يدوّخنا بلحن من ألحانه الرائعه ..  تؤكّد أن الأغنيه اللبنانيه ما زالت بخير ، وما زال الأمل موجود بأن تكون لكل فترة مفاجآتها في الغناء والأداء ... وإن كانت الأغاني ذات القيمه قليله ، لكنها موجوده . مثل هذا اللحن ، ومثل هذه الكلمات ، تجعل السامع يقارب ذرف الدمع من الحبّ ، هذه أغنية تترك للمشاعر أن تستيقظ من سبات وتخدير عاشته لسنوات ... 
هذه الأغنية لملحن هو الذي وضع لحن " وأفترقنا " لفضل شاكر التي جاءت كما قطرة الماء في زمن الجفاف ، والتي صوّرها سعيد الماروق بشفافية وسحر الصورة الناطقه ... من هنا سنكتشف أن بلال زين القليل الكلام في الإعلام ، هو الفاعل الأكبر في حياتنا العاطفيه وصانع الحبّ في أغنية هذه الأيام ... وهذا الملحن هو الذي سرق أنتباه الكبيره والقديره ورده الجزائريه لتستدعيه عبر الإعلام ليلحن لها بعض أغاني ألبومها القادم ... والذي كما تناهي لي أنه أعطاها ما سيعيدها الى تاريخها وشبابها وقلبها النابض دائما بالحياة والحبّ ....
الذي لا يستفيد من موهبة بلال زين ومنير بو عسّاف هذه الأيام ، هو الخاسر ... ولننتظر !

ليست هناك تعليقات: